قُوبل خبر شراء قطر لوحة للرسام الفرنسي بول سيزان بـ250 مليون دولار بردود فعل مختلفة، فمن الناس من استقبل الخبر ببرود قائلاً إن قطر تستطيع شراء أي شيء، وإنها تطير من مكان إلى مكان كل يوم لتجمع العسل، وصُعق آخرون من المبلغ الذي ابتيعت به اللوحة، والذي جعلها أغلى لوحات العالم، وكانت هنالك فئة كبيرة استهجنت «رمي» ربع مليار دولار في لوحة «أي شيء» كما يقولون. أما ردة الفعل التي لم أصادفها فهي الفرح والحماس تجاه الخبر، وهذا ما خيب ظني. توج البعض سبب عدم اهتمامهم باللوحة وبالخبر بأنه تُوجد أشياء أخرى مهمة أكثر كالتعليم والصحة، وأنا لا أختلف معهم ولا أتفق كلياً، فقطاعا الصحة والتعليم مهمان جداً ومن ضروريات توفير الحياة الكريمة للمواطن وتحسينها، ولكن قطاع الفن لا يتخلف عنهما في الأهمية، ولا يقل عنهما، بل وقد يساويهما أيضاً.
يقول بن جونسون: «لدى الفن عدو اسمه الجهل». ولهذا نجد الباريسيين يحفظون متحف اللوفر في قلوبهم، وأصحابنا يحتشدون في الأسواق ما بين «واقف» وجالس! لهذا نجد الأجانب يحضرون الحفلات والمعارض، ونحن نتكدس في المطاعم والمقاهي! عدم الوعي بالفن هو ما يفصل بيننا وبين الدول المتحضرة والمتقدمة. تتوقف الدول عن النمو إن تراخت عن التعريف بالفن والتوغل فيه، لأنه ما يبني الشعوب ويُجمل العقول ويضع الحدود ما بين الإنسان وغيره من كائنات الله. الإنسان يرسم ويكتب ويحلل ويمثل ويغني ويحتج، وكل هذا الجمال لا يصوره إلا الفن، أكثر شيء يُشعل الإنسان ويقذفه إلى الأمام، والاهتمام به من أسمى مراحل التقدم والحرص على المضي قدماً على مستوى كل من المواطن والدولة.
أتمنى أن يُوجد برنامج داعم للفنون في كل مدرسة في قطر لتعريف الطلاب على أنواع الفنون المختلفة، ولتشجيعهم على الإبداع والاهتمام بالفن، وإبراز مواهبهم وتطويرها، فالفن أكبر استثمار عرفه وسيعرفه التاريخ، وإن كانت لوحة واحدة تُكلف 250 مليون دولار، فالاستثمار في أولادنا يستحق هذه التكلفة المرتفعة، التي ستجعل المجتمع يرتقي أكثر وأكثر.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
يقول بن جونسون: «لدى الفن عدو اسمه الجهل». ولهذا نجد الباريسيين يحفظون متحف اللوفر في قلوبهم، وأصحابنا يحتشدون في الأسواق ما بين «واقف» وجالس! لهذا نجد الأجانب يحضرون الحفلات والمعارض، ونحن نتكدس في المطاعم والمقاهي! عدم الوعي بالفن هو ما يفصل بيننا وبين الدول المتحضرة والمتقدمة. تتوقف الدول عن النمو إن تراخت عن التعريف بالفن والتوغل فيه، لأنه ما يبني الشعوب ويُجمل العقول ويضع الحدود ما بين الإنسان وغيره من كائنات الله. الإنسان يرسم ويكتب ويحلل ويمثل ويغني ويحتج، وكل هذا الجمال لا يصوره إلا الفن، أكثر شيء يُشعل الإنسان ويقذفه إلى الأمام، والاهتمام به من أسمى مراحل التقدم والحرص على المضي قدماً على مستوى كل من المواطن والدولة.
أتمنى أن يُوجد برنامج داعم للفنون في كل مدرسة في قطر لتعريف الطلاب على أنواع الفنون المختلفة، ولتشجيعهم على الإبداع والاهتمام بالفن، وإبراز مواهبهم وتطويرها، فالفن أكبر استثمار عرفه وسيعرفه التاريخ، وإن كانت لوحة واحدة تُكلف 250 مليون دولار، فالاستثمار في أولادنا يستحق هذه التكلفة المرتفعة، التي ستجعل المجتمع يرتقي أكثر وأكثر.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق