الخميس، 9 أغسطس 2012

حتى تكون الرياضة ثقافة!

فازت قطر في أولمبياد لندن ببرونزيتين غاليتين في ألعاب مختلفة، رغم المشاركة الشابة والجديدة نسبياً لكل من اللاعبين والدولة. هذا الحدث العظيم، قابله الكثير بالفرحة العارمة والفخر الصادق بسبب هذا الإنجاز الذي يرفع اسمي الوطن والرياضة في المحافل الدولية، وقابله آخرون بعدم اهتمام وتبرم، فمن وجهة نظرهم الفوز في مسابقة رياضية ليس أكبر الطموحات ولا أعلى الجبال، ومن رأيهم أن هناك مجالات أولى بنا الخوض فيها والفوز بصدارتها. وجهة نظر ورأي الفريق الثاني لا تتعارض مع فرحة وطنية لفوز دولي، ولا تقزم الإنجاز الرياضي، فبالفعل هناك مجالات أولى بنا الفوز بصدارتها كالصحة والتعليم، ولكن يبقى المجال الرياضي أيضاً من أهم مجالات الدول المتقدمة، فالرياضة بشكل عام -بعيداً عن منافسات الأولمبياد- مهمة لحياة أي إنسان، بل إن الإنسان تعتمد حياته على الرياضة والحركة، وبدونهما قد يصيبه المرض ثم الموت! صحيح أنه يوجد أشخاص لم يعرفوا الرياضة يوماً ولم يمرضوا وعاشوا بصحة إلى حين وفاتهم، لكن هؤلاء هم الاستثناء بين بني البشر الضعفاء، الذين لا تفيدهم الرياضة في صحتهم الجسدية فقط، بل وحتى النفسية، فتعلم الإنسان المثابرة والعزيمة، والصبر، وتهذيب النفس وكبحها، وصفات شتى تلتصق بشخصية الإنسان، فتجعله شخصاً أفضل، جسدياً ونفسياً وعقلياً، وقد تساعده في عمله أيضاً، إن كان ذا عمل يتطلب مهارة جسدية معينة.
الرياضة أسلوب حياة، تجعل الإنسان في أفضل وضع يتعامل فيه مع باقي نواحي حياته، والأفضل من ذلك عندما تصبح الرياضة ثقافة يغرف منها الإنسان، لأن الثقافة تعني الوعي، والوعي يعني المعرفة التامة لفوائد الرياضة على الجسد، المفتاح الأسرع للروح.
الرياضة ليست ترفاً ولو كانت كذلك لما قال سيدنا عمر رضي الله عنه: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، في وقت كان معنى الترف فيه، الجلوس على فراش وثير، تحت ظل كبير، بل أصبحت الرياضة حاجة ماسة، لتلافي مرض السمنة والأمراض التي تلحق به، خاصة بعدما أشارت الإحصائيات الجديدة إلى ارتفاع هائل في معدلات السمنة في بلدنا!
أخيراً، يجب علينا أن نعلم أنفسنا ومن ثم أطفالنا، ثقافة الرياضة ورياضة الثقافة، فالأولى تمد أجسادهم بالصحة والثانية تمد عقولهم بالعافية!


جواهر بنت محمد ع. آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...