طلب تشارلز بوكوفسكي -الكاتب الأميركي المثير للجدل- أن تُنقش على واجهة قبره عبارة «لا تحاول!»، وهي رسالة أكد عليها طوال مشوار حياته، مضمونها استنكار محاولة الكتابة من قبل الكتاب والشعراء، والجلوس أمام الورقة أو الشاشة لساعات وساعات، وتجريب جميع الطرق التي تبعث الكتابة في عروق الكاتب كي يخط على أوراقه حبر الإبداع.
يقول بوكوفسكي إنه لا معنى للكلمات إن لم تخرج منفجرة من داخل أعماق الكاتب، وإنه على الكاتب ألا يكتب إلا تلك الكلمات.
فكرت -وأنا أراه على اليوتيوب يتكلم بحماس عن هذا الموضوع- بكتاباتي التي كان الكثير منها نتاج اللامحاولة، والأكثر نسبة منها نتيجة المحاولة، ثم تساءلت: هل لأحد أن يفرق بين الاثنين؟ وما أهمية ذلك ما دام المضمون مضموناً؟ قرأت بعد ذلك لبوكوفسكي في محل آخر: «الأسلوب، هو الجواب لكل شيء، منظور منعش للاقتراب من الأشياء المملة والخطرة… يمكن لمصارعة الثيران أن تكون فناً، يمكن للملاكمة أن تكون فناً، يمكن للمحبة أن تكون فناً، يمكن أن يكون فتح علبة ساردين فناً، ولكن لا يملك الكثير الأسلوب، وليس للكثير أن يحتفظوا به، لقد رأيت كلاباً لديها أسلوب أكثر من بعض الرجال».
أقنعني بوكوفسكي بكلامه هذا، فالإنسان مهما فعل، لن يُحسب له في النهاية إلا ما فعله بأسلوب، وأي أسلوب أفضل من أسلوبه؟ ولهذا آثرت أن يجمع الإنسان بين الاثنين: المحاولة والأسلوب، لا في الكتابة فقط، بل في جميع نواحي الحياة، سواء أكان ذلك في الناحية الفنية، أو الخيرية، أو الاقتصادية، أو العلمية أو غيرها. كل ما على الإنسان كنقطة بداية ترتيب أولوياته ثم الإبحار إما كمحاولة، أو كطريق لاكتشاف الأسلوب والذات، ولا أعرف أي عنصر يسبق الآخر، هل تسبق المحاولة الأسلوب؟ أم يسبق الأسلوب المحاولة؟ كل ما أعرفه أن ذلك يختلف من شخص لآخر، فهنالك من يحاول حتى تصح محاولته، ويجد أسلوبه فيتبعه، وهنالك من يحاول فوراً، لامتلاكه الأسلوب الذي استمده من بيئته وناسها، وأولئك هم القلة المحظوظة التي لا يكون عليهم سوى عناء المحاولة بأسلوبهم.
لا تقرؤوا العبارة التي كتبها بوكوفسكي على واجهة قبره. حاولوا أن تعثروا على أسلوبكم في الحياة كي تبدعوا في الكتابة والرسم وعمل الخير والاقتصاد والسياسة، وإن حدث وفشلتم، حاولوا أن تتوغلوا في تلك المجالات طمعاً في أسلوب يُكتسب من الخبرة. وستعرف بأنك عثرت على أسلوبك، عندما تبدع في المجال الذي تريده، فلا إبداع بلا أسلوب، ولا أسلوب مبدع بلا وجهة.
يقول بوكوفسكي إنه لا معنى للكلمات إن لم تخرج منفجرة من داخل أعماق الكاتب، وإنه على الكاتب ألا يكتب إلا تلك الكلمات.
فكرت -وأنا أراه على اليوتيوب يتكلم بحماس عن هذا الموضوع- بكتاباتي التي كان الكثير منها نتاج اللامحاولة، والأكثر نسبة منها نتيجة المحاولة، ثم تساءلت: هل لأحد أن يفرق بين الاثنين؟ وما أهمية ذلك ما دام المضمون مضموناً؟ قرأت بعد ذلك لبوكوفسكي في محل آخر: «الأسلوب، هو الجواب لكل شيء، منظور منعش للاقتراب من الأشياء المملة والخطرة… يمكن لمصارعة الثيران أن تكون فناً، يمكن للملاكمة أن تكون فناً، يمكن للمحبة أن تكون فناً، يمكن أن يكون فتح علبة ساردين فناً، ولكن لا يملك الكثير الأسلوب، وليس للكثير أن يحتفظوا به، لقد رأيت كلاباً لديها أسلوب أكثر من بعض الرجال».
أقنعني بوكوفسكي بكلامه هذا، فالإنسان مهما فعل، لن يُحسب له في النهاية إلا ما فعله بأسلوب، وأي أسلوب أفضل من أسلوبه؟ ولهذا آثرت أن يجمع الإنسان بين الاثنين: المحاولة والأسلوب، لا في الكتابة فقط، بل في جميع نواحي الحياة، سواء أكان ذلك في الناحية الفنية، أو الخيرية، أو الاقتصادية، أو العلمية أو غيرها. كل ما على الإنسان كنقطة بداية ترتيب أولوياته ثم الإبحار إما كمحاولة، أو كطريق لاكتشاف الأسلوب والذات، ولا أعرف أي عنصر يسبق الآخر، هل تسبق المحاولة الأسلوب؟ أم يسبق الأسلوب المحاولة؟ كل ما أعرفه أن ذلك يختلف من شخص لآخر، فهنالك من يحاول حتى تصح محاولته، ويجد أسلوبه فيتبعه، وهنالك من يحاول فوراً، لامتلاكه الأسلوب الذي استمده من بيئته وناسها، وأولئك هم القلة المحظوظة التي لا يكون عليهم سوى عناء المحاولة بأسلوبهم.
لا تقرؤوا العبارة التي كتبها بوكوفسكي على واجهة قبره. حاولوا أن تعثروا على أسلوبكم في الحياة كي تبدعوا في الكتابة والرسم وعمل الخير والاقتصاد والسياسة، وإن حدث وفشلتم، حاولوا أن تتوغلوا في تلك المجالات طمعاً في أسلوب يُكتسب من الخبرة. وستعرف بأنك عثرت على أسلوبك، عندما تبدع في المجال الذي تريده، فلا إبداع بلا أسلوب، ولا أسلوب مبدع بلا وجهة.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق