أهي من المصادفة أن يكون شهر يونيو من عام ١٩٩٥ الذي قاد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى سدة الحكم، هو نفس الشهر الذي يتنازل فيه عن الحكم لولي عهده عام ٢٠١٣؟ طبعاً لا! فلا توجد في السياسة صدف، فماذا لو كانت هذه الصدفة تتعلق بسياسة دولة كاملة بشعبها وأرضها؟ المتابع للأخبار القطرية الخارجية والداخلية، يعلم كما أعلن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في عام ٢٠١٠ لصحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يدير %85 من شؤون الدولة، ويعلم أيضاً أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم منذ تولى ولاية العهد في ٢٠٠٣ وهو ناشط في شتى الملفات المختلفة الرياضية والاقتصادية والثقافية في الدولة ورئيس لعدد منها.
تسليم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة لنجله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم يكن تدريجياً فقط، بل كان مصحوباً بثقة خطوات ثابتة، جعلته يكتب في السجل الرسمي لزوار الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ٢٠١٢ بأن تلك الزيارة التي ترأس فيها الوفد القطري ستكون المرة الأخيرة التي يقوم فيها بهذه المهمة وتلك الزيارة، وتزيد المواقع التي ذكرت هذه الواقعة -ومنها الجزيرة- أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تفاجأ بالملاحظة، وسأل عن مغزاها إلا أنه لم يحصل على جواب مباشر.
لم يكن التنحي عن الحكم بالمصادفة، كما لم يكن تسلم الشاب الأربعيني لمقاليد الحكم في أواخر القرن الماضي بالمصادفة، ولم يكن أيضاً شهوة بالسلطة كما عبر البعض وقتها، بل كان ذلك من «مصلحة الوطن التي أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة». وكان ذلك الشاب وقائل العبارة السابقة هو صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
من زار قطر قبل ١٨ سنة يعرف أن قبل قنوات الجزيرة العالمية، لم يكن هنالك سوى قناة قطر وإذاعتها، وأن قبل جامعة جورج تاون وكارنيجي ميلون وغيرها من الجامعات العالمية في قطر، لم يكن هنالك سوى جامعة قطر الوطنية. من زار قطر في النصف الأول من التسعينيات يعلم بأنه قبل متحف الفن الإسلامي والبنايات ذات الطوابق الكثيرة والأشكال الهندسية الجميلة التي ترسم وتلون منظر كورنيش الدوحة، لم يكن هناك سوى فندق الشيراتون وشارع طويل يصل به إلى المطار.
من عرف قطر عام ١٩٩٥، يعلم أن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسلم الحكم وسلمه لمصلحة الوطن، فقفز بقطر إلى الساحات الإعلامية والثقافية والسياسية خاصة الاقتصادية، عندما ضاعف من حجم الاقتصاد القطري ووصل به إلى ١٩٢ مليار دولار، بعدما كان في بداية حكمه يساوي ٨ مليارات دولار فقط. هذا الارتقاء الاقتصادي نقل دخل الفرد القطري السنوي من ١٦ ألف دولار في عام ١٩٩٥ إلى ١٠٠ ألف دولار عام ٢٠١٢، مما جعل القطري الأعلى دخلاً في العالم.
علق الدكتور عزمي بشارة بعد خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يوم الأربعاء، قائلاً: «انزعج البعض عندما تسلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم، وانزعجوا أيضاً عندما تركه!»، وكان تعليقه حول الطريقة التي تسلم فيها الشيخ تميم الحكم، حيث إنها لم تكن لمرض الشيخ حمد أو لموته كما جرت العادة في الملكيات التي ينتقل الحكم فيها وراثياً.. تنازل الشيخ حمد كان لرغبته في ضخ دماء جديدة شابة، طامحة للتغيير وإنتاج الأفكار الخلاقة كما قال سموه في خطابه الذي سلم عبره السلطة، وكما فُهم من حديثه في ٢٠١٠ في المقابلة المذكورة سابقاً، عندما قال: «يوجد جيل من الشباب قادم. أحياناً أستشعر أنهم لا يشعرون بالسعادة من عملنا معهم.. هم أكثر حماسة ينبغي أن أقول هذا».
من أول قرارات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى استحداث عدد من الوزارات، كانت وزارة المواصلات والرياضة، والاتصالات، والتخطيط التنموي، والتنمية الإدارية، بالإضافة إلى تغيير عدد من وزراء الدولة، مما يؤكد عزمه على وضع بصمته الخاصة على سياسات الدولة، وإكمال مسيرة التقدم التي بدأها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فهو الذي قال: «تغيير شخص الأمير لا يعني أن التحديات والمهام قد تغيرت بالنسبة للدولة».
ودع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والده صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مرتين في خطابه الأول، مرة عندما شكره على إنجازاته، ومرة ثانية عندما شكره على ثقته بالشباب وإيمانه بهم، مما جعله يترجل من على خيل الحكم في عز مجده، وهو واثق بأمان خطوته، ونحن بدورنا نشكر ونودع بكل حزن وحب باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ونستقبل بأيد واثقة وقلوب كلها أمل بإكمال مسيرتنا الوطنية، أميرنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
تسليم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة لنجله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم يكن تدريجياً فقط، بل كان مصحوباً بثقة خطوات ثابتة، جعلته يكتب في السجل الرسمي لزوار الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ٢٠١٢ بأن تلك الزيارة التي ترأس فيها الوفد القطري ستكون المرة الأخيرة التي يقوم فيها بهذه المهمة وتلك الزيارة، وتزيد المواقع التي ذكرت هذه الواقعة -ومنها الجزيرة- أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تفاجأ بالملاحظة، وسأل عن مغزاها إلا أنه لم يحصل على جواب مباشر.
لم يكن التنحي عن الحكم بالمصادفة، كما لم يكن تسلم الشاب الأربعيني لمقاليد الحكم في أواخر القرن الماضي بالمصادفة، ولم يكن أيضاً شهوة بالسلطة كما عبر البعض وقتها، بل كان ذلك من «مصلحة الوطن التي أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة». وكان ذلك الشاب وقائل العبارة السابقة هو صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
من زار قطر قبل ١٨ سنة يعرف أن قبل قنوات الجزيرة العالمية، لم يكن هنالك سوى قناة قطر وإذاعتها، وأن قبل جامعة جورج تاون وكارنيجي ميلون وغيرها من الجامعات العالمية في قطر، لم يكن هنالك سوى جامعة قطر الوطنية. من زار قطر في النصف الأول من التسعينيات يعلم بأنه قبل متحف الفن الإسلامي والبنايات ذات الطوابق الكثيرة والأشكال الهندسية الجميلة التي ترسم وتلون منظر كورنيش الدوحة، لم يكن هناك سوى فندق الشيراتون وشارع طويل يصل به إلى المطار.
من عرف قطر عام ١٩٩٥، يعلم أن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسلم الحكم وسلمه لمصلحة الوطن، فقفز بقطر إلى الساحات الإعلامية والثقافية والسياسية خاصة الاقتصادية، عندما ضاعف من حجم الاقتصاد القطري ووصل به إلى ١٩٢ مليار دولار، بعدما كان في بداية حكمه يساوي ٨ مليارات دولار فقط. هذا الارتقاء الاقتصادي نقل دخل الفرد القطري السنوي من ١٦ ألف دولار في عام ١٩٩٥ إلى ١٠٠ ألف دولار عام ٢٠١٢، مما جعل القطري الأعلى دخلاً في العالم.
علق الدكتور عزمي بشارة بعد خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يوم الأربعاء، قائلاً: «انزعج البعض عندما تسلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم، وانزعجوا أيضاً عندما تركه!»، وكان تعليقه حول الطريقة التي تسلم فيها الشيخ تميم الحكم، حيث إنها لم تكن لمرض الشيخ حمد أو لموته كما جرت العادة في الملكيات التي ينتقل الحكم فيها وراثياً.. تنازل الشيخ حمد كان لرغبته في ضخ دماء جديدة شابة، طامحة للتغيير وإنتاج الأفكار الخلاقة كما قال سموه في خطابه الذي سلم عبره السلطة، وكما فُهم من حديثه في ٢٠١٠ في المقابلة المذكورة سابقاً، عندما قال: «يوجد جيل من الشباب قادم. أحياناً أستشعر أنهم لا يشعرون بالسعادة من عملنا معهم.. هم أكثر حماسة ينبغي أن أقول هذا».
من أول قرارات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى استحداث عدد من الوزارات، كانت وزارة المواصلات والرياضة، والاتصالات، والتخطيط التنموي، والتنمية الإدارية، بالإضافة إلى تغيير عدد من وزراء الدولة، مما يؤكد عزمه على وضع بصمته الخاصة على سياسات الدولة، وإكمال مسيرة التقدم التي بدأها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فهو الذي قال: «تغيير شخص الأمير لا يعني أن التحديات والمهام قد تغيرت بالنسبة للدولة».
ودع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والده صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مرتين في خطابه الأول، مرة عندما شكره على إنجازاته، ومرة ثانية عندما شكره على ثقته بالشباب وإيمانه بهم، مما جعله يترجل من على خيل الحكم في عز مجده، وهو واثق بأمان خطوته، ونحن بدورنا نشكر ونودع بكل حزن وحب باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ونستقبل بأيد واثقة وقلوب كلها أمل بإكمال مسيرتنا الوطنية، أميرنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق