الخميس، 6 فبراير 2014

الدوحة في عنق زجاجة!

كنت أعتقد أن عبارة الازدحام المروري «الخانق» التي نقرؤها في صحفنا، ونسمعها في مجالسنا، ونشاهدها على التلفاز، من أكثر العبارات المعبرة، حتى قرأت عنوان بحث الطالبتين القطريتين نورة محمد بوشوراب وهاجر حسن جمال «الدوحة في عنق زجاجة»، والذي ناقشتاه أمام عدد من المسؤولين، من بينهم السيد عبدالله الكراني مدير مشروع الخطة العمرانية الشاملة للدولة في وزارة البلدية والتخطيط العمراني، والمهندس سعود التميمي مدير إدارة المشاريع بهيئة مشاريع الطرق، والرائد حمد الكبيسي من إدارة لخويا، كدراسة تحليلية للتخطيط العمراني والتوزيع السكاني في قطر، وقد ضمنتاه حلولاً ميدانية قصيرة المدى لمشاكل المرور.
قرأت البحث كما ناقشته الطالبتان في صحيفة «العرب» (٢٣/١/٢٠١٤)، ولم أستغرب إشادة المسؤولين والمتخصصين ممن كانوا حاضرين بالبحث وبطالبتي الثانوية اللتين خرجتا به، ولكني تعجبت من عدم الأخذ ببعض الحلول التي طرحها البحث، والاكتفاء بعرض ما تقوم به بعض الجهات من مشاريع وأعمال لمواجهة الازدحام المروري والمعضلات المرتبطة به، وهذا غير مقبول، حيث إن هدف كل بحث هو الإضافة عبر المناقشة للحصول على حلول أو خلاصات، وهذا ما لم يحدث، فكانت المناقشة أشبه بالمحاضرة التي يتلقى فيها الطالب ويحاضر فيها المحاضر!
طرح البحث حلولاً تعالج الازدحام المروري عبر وزارات وهيئات مختلفة كالتعليم والتخطيط والبلدية وهيئة المشاريع وإدارة المرور، فالحل بالتعليم مثلاً يكون بتدريس مادة ضمن المناهج الدراسية التابعة للمجلس الأعلى للتعليم، تُعنى بتعليم الطالب كيفية التعامل مع الخرائط والطرق، وغيرها من الحلول التي لا أطلب من المسؤولين الأخذ بها كلها، بل الأخذ بما يناسب منها والوضع الحالي لمعالجة مشاكل المرور، والأهم من توليد الحلول والأخذ بها هو التنسيق بين كل الجهات المعنية بأي مشروع يخص الازدحام المروري، كي لا تتضارب الجهود وتفوت أهدافها، وهذا ما يأخذني إلى أقوال وزير المواصلات السيد جاسم السليطي، والذي صرح بأنه لا توجد حلول سريعة لمعالجة الاختناق المروري، ولكن توجد حلول جذرية سنرى ثمارها بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من الآن. «العرب» (٣٠/١/٢٠١٤).
جدير بالذكر بأنه لم يحضر ممثل لوزارة المواصلات مناقشة بحث «الدوحة في عنق زجاجة».
الدوحة فعلاً في عنق زجاجة، والمزعج في الأمر بث شعور المسؤولية في الفرد وإقناعه بأنه هو الزجاجة نفسها بسبب التزايد السكاني السريع، أو بسبب استخراجه رخص سيارات كثيرة أو غيره، في حين أن سوء التخطيط وتأخره وعدم التنسيق بين الجهات المعنية، بالإضافة إلى تجنب العقاب، هو ما وضع الدوحة في مكانها الحالي.
أخرجوا الدوحة من الزجاجة!


جواهر بنت محمد آل ثاني 
صحيفة #العرب القطرية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...