(مشهد)
بالنسبة لي، المسلسلات الأميركية ككأس عصير بارد في ظهر يوم حار، يجبرك على الوقوف أو الجلوس وأنت تشربه، لتتشربه!
(ما بين grey›s anatomy ومسلسل عربي آخر سيكون تحت طي النسيان)
الرضا هو ما أشعر به عندما أشاهد مسلسلات مثل friends و suits و grey›s anatomy، جرعة دراما تخالط جرعات من الكوميديا والواقعية الآنية. لا تطغى جرعة على جرعة في الصنع، ولا يتسيد الطعم جرعة واحدة.
شاهدت الأسبوع الماضي الموسم العاشر لمسلسل grey›s anatomy كاملاً في أقل من أسبوع، ولا أذكر أنني قد فعلت الشيء نفسه مع مسلسل عربي، مع أنني كنت قد فعلتها سابقاً، ولكن مع مسلسلات أجنبية أخرى لا عربية. ولا عجب، فمستويات الاثنين لا تُقارن، ولا أقصد ذلك من الناحية المادية أو الفنية -رغم تطور الصناعة العربية في هذا الشأن مؤخراً- بل أقصد من ناحية قصة المسلسل وحبكته والقيم التي يذهب إليها ويبتعد عنها، والمبادئ التي يدعو إليها والتي ينأ عنها في المسلسلات الأجنبية، وسأتحدث عن grey›s anatomy كمثال، تدور القصة حول المبادئ والقيم والأفعال الخيرة والشريرة، ويهتم المسلسل بتوضيح جوانب فعل الخير وأهمية الصداقة والبحث العلمي، والإحاطة بمعاني جميلة مثل رضا الفوز، وكيف أن حياة إنسان واحد تساوي كل شيء، ولدينا في الكفة الدنيا مسلسلات تزخر بالمؤامرات الدولية وقصص الزواج الفاشلة، وحكايات السرقات العائلية وغير العائلية - منذ أول حلقة وإلى الحلقة ما قبل الأخيرة كسوف ونكد وأفعال سوداء! - ، وقد يكون في الحلقة الأخيرة بصيص أمل ونور.
بعيداً عن الاستثناءات، تفتقر المسلسلات العربية إلى القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة والمشرفة، والتي يفترض بها إبرازها، لأنها رسالة الفن التي يتشدق بها الفنانون والممثلون.
للأمانة يبين هذا الموضوع أكثر في معظم الأفلام العربية، فالرسالة والبصمتان موجودتان، ولكن هذه الصناعة ضعيفة مقارنة بالصناعة الغزيرة للمسلسلات، ولذلك هذا هو ما يجب التركيز عليه من قبل المنتجين، ولربما عندها سيتمكنون من إنتاج أكثر من جزء للمسلسل الواحد!
(آخر حلقة)
تواجه المسلسلات العربية الكثير من الانتقادات، أكثرها أهمية في نظري هي تلك المتعلقة حول القصة والسيناريو، يجب معالجة هذا الموضوع من قبل المنتجين قبل الكتاب، لأن بعض الكتاب سيكتب ما يريده المنتج أو الجمهور، دون أي اعتبار للصواب والحق. قصص المسلسلات يُفترض أنها تعالج الواقع والمستقبل، بحديث عن السيئ والجيد، دون اختزال ثقافة كاملة في جعبة ما هو سيئ فقط أو في ما هو جيد وحسب. الحقيقة والخيال، الصحيح والخاطئ، الفضيلة والرذيلة، كلها يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار في المسلسل، دون اعتبار أحدها بلا صحبة الآخر.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
بالنسبة لي، المسلسلات الأميركية ككأس عصير بارد في ظهر يوم حار، يجبرك على الوقوف أو الجلوس وأنت تشربه، لتتشربه!
(ما بين grey›s anatomy ومسلسل عربي آخر سيكون تحت طي النسيان)
الرضا هو ما أشعر به عندما أشاهد مسلسلات مثل friends و suits و grey›s anatomy، جرعة دراما تخالط جرعات من الكوميديا والواقعية الآنية. لا تطغى جرعة على جرعة في الصنع، ولا يتسيد الطعم جرعة واحدة.
شاهدت الأسبوع الماضي الموسم العاشر لمسلسل grey›s anatomy كاملاً في أقل من أسبوع، ولا أذكر أنني قد فعلت الشيء نفسه مع مسلسل عربي، مع أنني كنت قد فعلتها سابقاً، ولكن مع مسلسلات أجنبية أخرى لا عربية. ولا عجب، فمستويات الاثنين لا تُقارن، ولا أقصد ذلك من الناحية المادية أو الفنية -رغم تطور الصناعة العربية في هذا الشأن مؤخراً- بل أقصد من ناحية قصة المسلسل وحبكته والقيم التي يذهب إليها ويبتعد عنها، والمبادئ التي يدعو إليها والتي ينأ عنها في المسلسلات الأجنبية، وسأتحدث عن grey›s anatomy كمثال، تدور القصة حول المبادئ والقيم والأفعال الخيرة والشريرة، ويهتم المسلسل بتوضيح جوانب فعل الخير وأهمية الصداقة والبحث العلمي، والإحاطة بمعاني جميلة مثل رضا الفوز، وكيف أن حياة إنسان واحد تساوي كل شيء، ولدينا في الكفة الدنيا مسلسلات تزخر بالمؤامرات الدولية وقصص الزواج الفاشلة، وحكايات السرقات العائلية وغير العائلية - منذ أول حلقة وإلى الحلقة ما قبل الأخيرة كسوف ونكد وأفعال سوداء! - ، وقد يكون في الحلقة الأخيرة بصيص أمل ونور.
بعيداً عن الاستثناءات، تفتقر المسلسلات العربية إلى القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة والمشرفة، والتي يفترض بها إبرازها، لأنها رسالة الفن التي يتشدق بها الفنانون والممثلون.
للأمانة يبين هذا الموضوع أكثر في معظم الأفلام العربية، فالرسالة والبصمتان موجودتان، ولكن هذه الصناعة ضعيفة مقارنة بالصناعة الغزيرة للمسلسلات، ولذلك هذا هو ما يجب التركيز عليه من قبل المنتجين، ولربما عندها سيتمكنون من إنتاج أكثر من جزء للمسلسل الواحد!
(آخر حلقة)
تواجه المسلسلات العربية الكثير من الانتقادات، أكثرها أهمية في نظري هي تلك المتعلقة حول القصة والسيناريو، يجب معالجة هذا الموضوع من قبل المنتجين قبل الكتاب، لأن بعض الكتاب سيكتب ما يريده المنتج أو الجمهور، دون أي اعتبار للصواب والحق. قصص المسلسلات يُفترض أنها تعالج الواقع والمستقبل، بحديث عن السيئ والجيد، دون اختزال ثقافة كاملة في جعبة ما هو سيئ فقط أو في ما هو جيد وحسب. الحقيقة والخيال، الصحيح والخاطئ، الفضيلة والرذيلة، كلها يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار في المسلسل، دون اعتبار أحدها بلا صحبة الآخر.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق