الخميس، 26 مارس 2015

أن تعترف بأنك لا تعرف

أن تعترف بأنك لا تعرف يعني أن تكتب كتاباً تحويه التعديلات في طبعاته الأولى والثانية والثالثة.. إلخ.
أن تشعر بأن الآلات الموسيقية الوترية كلها حول العالم واحدة، وأن الألحان فقط هي ما يختلف.
أن تنظر إلى لوحة فنية وتصلك بعض من مشاعرها.
أن تستمع إلى قطعة موسيقية وتفهم جزءاً منها.
أن تمشي في طريق ولا تثق تماماً بالخريطة.
أن تأكل وجبة وتتذوق مع طعمها قصتها وقصة صانعها.
أن تسافر بدون مجتمعك وأوراق هويتك التي أخرجها لك.
أن تشك ثم تشك كثيراً.
أن تبتعد عن «تويتر» وتوتر متوتريه، حيث القبائل المتعلمة والمستعلمة والشيوخ المستفقهون والعرب المستبحرون.
أن تعرف بأن ليس كل شيء أحجية مبعثرة، ولا كل شيء بيت من زجاج، بعض القطع واضحة بلا «تفصيل»، وبعضها الآخر يحتاج إلى «خياطة».
أن تحاصر نفسك بالظنون والشكوك والأفكار والقيم قبل أن تفعل ذلك بغيرك.
أن تحتار بين أكثر من شجرة مثمرة، فلا تختار أياً منها لأنها أجمل شكلاً.
أن تعرف بأنك أفضل من غيرك ممن يرفض الاعتراف بالجهل، ثم تخطو الخطوة الأهم وأن تحاول أن تعرف.
أن تعترف بأنك لا تعرف، معناه أن تعترف بحقيقة كبرى فحواها ببساطة أننا لا نعرف كل شيء، ولربما مجموع أكثرنا علماً يصل مقدار علمه إلى حجمه هو قياساً بحجم الكون وما بعده وقبله.
فماذا يضيرك لو لم تكن الفقيه الفيلسوف العالم الأديب المغامر الطبيب الدكتور وحاولت أن تتعلم شيئاً حقيقياً على سبيل التغيير، بدل القشور التي تتعلق بها من وسائل التواصل الاجتماعي وأصدقائك المتعلمين؟



جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...