الخميس، 5 مارس 2015

محاولة فهم داعش

(١)
أصبحت قضية داعش من قضايا العرب اليومية حتى احتلت مكاناً أكبر من أزمات ومآسي اليمن وسوريا وفلسطين وليبيا. ولن أتعجب إن كانت «داعش» أكثر كلمة بُحث عنها في محركات البحث الإلكترونية في الآونة الأخيرة، سواء أكان البحث عن صور «الجهادي جون»، أو فيديوهات جز رأس الصحافي الأميركي فولي، أو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أو عن مقال أو تقرير يشرح ماهية هذا الكيان أو الكائن المريض المسمى بداعش، أو كما سماه الأمير تركي الفيصل «فاحش».
جمع داعش حوله أنصار نظرية المؤامرة وجعلها نظريات، ولا عجب في ذلك عندما يخرج لنا هذا الكيان بقصة وخبر كل يوم. بعضها يتناقض ويتعارض، وبعضها يكمل بعضها الآخر. وبين هذه الأخبار والقصص والصور والفيديوهات التي ينشرها داعش وتُنشر عنه من قبل باقي وسائل الأخبار، تكبر الأسئلة بجانب الأجوبة، لتتوسطها محاولات فهم من قِبَل مَن يريد أن يفهم قبل أن يحكم.

(٢)
على الرغم من أن الحرب الطائفية من أهداف داعش المعلنة، إلا أنها لا تأخذها إلا إلى أماكن معينة، وتنأى بها عن أماكن أخرى، فما سبب ذلك؟ ما القصد وراء الفحش الاستعراضي في استخدام طرق وأساليب القتل والتعذيب والتنكيل بالناس؟ كيف استطاعت داعش أن تجذب رجالاً ونساء وأطفالاً من أميركا وبريطانيا وفرنسا أكثر من الدول التي تحيط بالعراق وسوريا؟ ما حجم هذا الكيان الحقيقي بعيداً عن زوبعته اليوتيوبية وضجة الإعلام الدولي حوله؟ وإن كان حجمه لا يُذكر، فما سبب عدم القدرة على الحسم حتى الآن؟ لماذا تسير الأحاديث نحو حرب كونية ضد الإرهاب؟ وإن قامت هذه الحرب فعلاً ماذا سيتغير في المنطقة؟ ومن سيفوز؟ ومن سيخسر؟

(٣)
يعرف الفاحشون الداعشيون بأننا ننبهر من صورهم وفيديوهاتهم وأخبارهم الغريبة والمخزية من تحريم الكيمياء إلى إحراق الكتب وتدمير التحف. يعرفون بأننا ننتظر مشاريعهم وهم لا يخيبون ظننا، أما لماذا ننتظر مشاريعهم؟ فهذا السؤال الوحيد الذي سأطرحه عليكم دون الرغبة في جواب، بل مراجعة للنفس، أما بقية الأسئلة السابقة فتحتاج إلى وقت.. هي وداعش.


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...