الجمعة، 1 يناير 2016

مؤامرة أو أكثر

المؤامرة هي ما يدبره شخص أو أكثر خفية ضد الغير. والمؤامرات بمعناها السلبي موجودة وتحف العالم العربي كما يشعر الكثير من أبناء هذا الوطن الكبير، وإن أسموها بأسماء أخرى كالخدع والمكائد وغيرها.. فعقل الفرد العربي بيئة خصبة لنمو الأكاذيب الحقيقية والحقائق المزيفة. وكما نوهت سابقا في أكثر من مقام ومقالة، السبب الأول يعود إلى المجتمع الأول: العائلة التي تمنع أطفالها عن التعبير والسؤال والاستفسار، وتطلب منهم الخرس في كل زمان ومكان. أما السبب الثاني والذي تلحقه أسباب أقل أهمية، فيرجع إلى المنهج التعليمي المستخدم في المدارس وبعض الجامعات التي تلقن أكثر من أنها تعلم أو تكرس لطرائق التفكير ومهارات الحس النقدي.
بالنسبة لي، فتح ملف المؤامرات مرة أخرى بعدما عرجت إحداهن في حديثها على مؤامرة «سناب شات» المتمحورة حول قيام البرنامج بحفظ جميع الصور والفيديوهات حتى يتمكن مؤسس «سناب شات» من استخدامها لأهدافه الشريرة الانتقامية. حينها تأكدت أن للكثير من الناس، عام ٢٠١٥ مجرد رقم لم يغير فيهم فكرة ولا طريقة تفكير.
الفيلم الذي شاهدته «الأخت الضحية» وكان دليلها الدامغ على كلامها، مختلق بالكامل و بلا أي معلومات صحيحة مثله مثل مجموعة الأفلام المخرجة سابقا من قبل قناة «سين» مثل سر نفق الربع الخالي وحقيقة ساهر. وقد ذكرت قناة سين في نهاية مقاطعها سابقة الذكر أن أفلامها ترفيهية ساخرة وغير حقيقية! ومع كل ذلك صدق الكثير هذه الأفلام في تأكيد على عشق المؤامراتيّة للمؤامرات!.
ومن السعودية إلى السويد، أذيع في 2002 فيلم على قناة تلفزيونية، ينفي حقيقة إقامة كأس العالم لعام 1958 في السويد، وأنه بدل ذلك، أقيم في مكان ما في أميركا الشمالية. وسبب تزييف هذه الحقيقة هو رغبة الولايات المتحدة الأميركية في معرفة تأثير التليفزيون والإعلام بشكل عام على المشاهدين. اقتنع السويديون بالفيلم وصدقوه حتى عرفوا بأنه مختلق، فغضبوا.. ومن يلومهم؟
ومن السويد إلى فرنسا، تم عرض فيلم في العام نفسه، يصور زيف اللقطات المرئية لمشي رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونج على القمر، وأنها في الحقيقة التقطت في هوليوود على يد المخرج الشهير ستانلي كوبريك مخرج الفيلم التقدمي في وقته 2001: A Space Odyssey. والأكيد أنني وأنت عزيزي القارئ صادفنا اثنين على الأقل ممن يكذبون مشي الإنسان على القمر!.
كل هذه «المؤامرات» المزيفة، تصرفنا عن المؤامرات الحقيقية التي حصلت وتحصل دائما مثل حقيقة زيف الإدعاءات الخاصة بما يسمى الاحتباس أو الانحباس الحراري «global warming». الحقيقة أن الأرض التي خلقها الله ليحرثها ويخلفها الإنسان قادرة على تحمل الكثير والكثير مما يفعله الإنسان.. بل وأن الإحصاءات تشير إلى أن الغطاء الأخضر للكرة الأرضية يتزايد سنويا بمقدار ثابت يعادل %4. والأسباب التي تجعل الدول المتقدمة مستمرة في مناقشة هذا الأمر هو رغبتها في الإطاحة بقطاع الغاز والنفط، وإنزال الأسعار لتربح وفي المقابل، تخسر الدول المصدرة، للنفط والغاز كما هو حاصل اليوم.
ختاماً، لا توجد مؤامرة في كل جحر، فلا تسلموا عقولكم لأي أحد، ودققوا ومحصوا في كل ما ستدخلونه في رؤوسكم حتى النهاية، لأنه قد يحولها إلى قنابل موقوتة، تنهي عليكم في ميعاد محدد لا تعرفونه.. ويعرفكم.

تحذير حقيقي:
مؤامرة الاحتباس الحراري مزيفة.



جواهر آل ثاني
صحيفة #العرب القطرية
المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...