الخميس، 28 يناير 2016

ثواني من فضلك

(صفر)
نزل في الأسبوع الماضي ضباب على الدوحة، في واقعة نادرة لا تحدث إلا مرات معدودة، سنويًّا..
وفي أول أيام الضباب، فقط، وقع 113 حادثاً مرورياً.
للعلم.. الضباب كان في الفترة الصباحية ليس إلا، ولم تتسبب الحوادث بأي حالة وفاة، ولله الحمد.

(عشرون)
سبب الوفاة الرئيس في قطر بجانب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان هو الحوادث المرورية، ومني إليك عزيزي القارئ إحصائية أجزم بصحتها:
كل قطري فقد شخصاً أو أكثر في حادث مروري، أو يعرف شخصاً واحداً على الأقل توفي أو أُصيب إصابة شديدة في حادث مروري!.

(ستون)
تعبنا من كثرة الموت المجاني السريع المحيط بنا، ومللنا الحديث عن الحوادث المرورية وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج، إلخ..
أسباب الحوادث معروفة لدى الجميع: «السرعة والتهور، وتخبط البنية التحتية وسوء التخطيط، وعدم الالتزام بأبسط القواعد المرورية كلبس حزام الأمان وعدم التجاوز من اليمين أو تغيير المسارات دون تنبيه!»، وحتى الآن لم يُغلق هذا الملف الناخر في جسد الوطن.
نعم، تم رفع قيمة المخالفات، وتحسَّنت التوعية المرورية، وتوسعت إلى حد ما، ولكن الحل الأول والأهم المتمثل في الثقافة المرورية المُعلَّمة في المنزل والمدرسة والشارع لا يزال بعيد المنال.
الحل الثاني يكون في بحث الأسباب الكامنة وراء تغير أخلاق السائق في قطر خلال السنوات الأخيرة، والذي أصبح أكثر نزقاً، وأقل صبراً، وبعد ذلك، وضع معالجات حقيقية يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

(ثمانون)
حمل أسبوع المرور الموحد الخليجي عنوان: «نحو جيل مروري واع» سنة 2001.
الآن، وبعد أكثر من 14 سنة، هل يمكننا القول إن لدينا جيلاً واعياً بالثقافة المرورية؟، أو هل يمكننا حتى رؤية ملامحه في أفق السنوات القادمة؟.

(مائة)
عام 1992 تُوج أسبوع المرور نفسه برسالة: «قيادة بلا حوادث مرورية»، التي آمل بأن تتبناها إدارة المرور في الدولة، وعليه تبدأ رؤية «عام بلا حوادث مرورية»، نصل إليه بحلول عام 2025 أو قبل ذلك إن واتت الفرصة، لتكون تلك السنة الأولى بلا حوادث خطيرة ينتج عنها وفاة أو أكثر!.

(مائة وعشرون)
بالسرعة التي وصلت بها عزيزي القارئ من (صفر) وحتى (مائة وعشرين)، أتركك لتتخيل وقفة الزمن قبل أن يُقطع خيط الحياة خلال لحظة تهور واحدة في الشارع.



جواهر محمد عبدالرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...