الجمعة، 22 يناير 2016

تعايش تسامح حرية

ماذا تعرف عن التعايش؟
العيش في حكم الأغلبية مع حماية الأقلية.
ماذا تعرف عن التسامح؟
أن يذكرني أبو صديقي، بأبي وإن اختلفا في اللون والدين والفكر.
ماذا تعرف عن الحرية الشخصية؟
عن طريقها يكون للفرد حياة يمكنه أن يقول إنها خاصة به وحده، ولا تشمل غيره من الناس المتطفلين. وبسببها لا يستطيع أن يملي عليه أحد كيفية التعبد أو لغة الحديث أو طريقة اللبس، وكل بحسب حدود القانون والنظام العام.
يمكن اعتبار أسئلتي والأجوبة نموذجا استرشاديا لمفاهيم تحتل مواضيع الساعة.. خاصة مع انتشار الإرهاب النفسي والمادي في جميع أنحاء العالم، فالإرهابيون لا يعترفون بالتعايش والتسامح أو الحرية والحقوق المختلفة كحقوق الملكية، وبسبب ذلك لا يمكنهم العيش في مجتمع مدني يعترف بحقوق الآخر.
الإرهابيون ميكافيلليون، يشغل بالهم الوصول إلى غاياتهم المريضة أياً كانت الوسيلة. ومع تكاثرهم احتل بعضهم الساحة في الآونة الأخيرة، وأبرزهم كان «السياسي» -مؤخراً- الأميركي دونالد ترامب الذي أرهب المسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة عندما صرح حول وجوب منع المسلمين من دخول بلاده بحجة الإرهاب، هذا بخلاف تصريحاته العنصرية تجاه المكسيك.
لترامب كامل الحرية أن يقول ما قاله وما يمكنه أن يقوله، ولكن بما أن أقواله تضر بالتعايش والتسامح القائم بين المسلمين وغيرهم، اتخذت العديد من الجهات والدول خطوات ضد ترامب.
سحبت جامعة اسكتلندية دكتوراه فخرية كانت قد قدمتها لدونالد ترامب، وسيناقش البرلمان البريطاني طلب منع ترامب دخول بريطانيا الموقع عليه من قِبل أكثر من نصف مليون شخص، هذا وقد توقف متجر إماراتي عن بيع منتجات ترامب، وغيرها من الخطوات وردات الفعل الغاضبة حول العالم.
تعايش تسامح حرية.. لا يمكن لأحدها أن يوجد دون الآخر، وإن فُقد أحدها أو استعملت الحرية على النحو الخاطئ بحيث أضر صاحبها بالتعايش أو التسامح، سيولد مجتمع عنصري يكره الآخر، وينتظر الفرصة لينقض عليه وينهش لحمه وعظمه.
التعايش هو أن يستوعب المجتمع، الفرد.
التسامح هو السماح للغير بالاحتفال بأعيادهم الدينية أو حتى بيع زينتهم عند اقتراب مواعيد مناسباتهم، وعدم نشر التحقيقات حول كونها لا تمثل الشريحة الأكبر من مجتمع ما كل سنة في مختلف وسائل الإعلام!
الحرية هي السماح بممارسة المعتقدات كيفما وأينما ووقتما اتفق للشخص.
العناصر الثلاثة السابقة تخلق المجتمع المسالم السلمي الذي يحتاجه القرن الواحد والعشرون، ويعمل ضده إرهابيو العالم.


جواهر محمد آل ثاني
صحيفة #العرب القطرية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...