الخميس، 28 أبريل 2016

عن الوحدة وتجلياتها

لو سألت أي شخص وقلت له بجانب التحدث علناً أمام الجمهور: ما هي أكبر مخاوفك؟ الفقر أم المرض أم الموت؟ سيجيب: الوحدة! فليس أسوأ من الفقر سوى العيش وحيداً وليس أسوأ من المرض سوى قهره أو الاستسلام له وحيداً، وليس أسوأ من الموت سوى ملاقاته وحيداً!
الوحدة كما نعرفها تعني وحدة الشيء أي أن يكون كياناً منفرِداً مستقلاً عن غيره، وقد يتكون هذا الشيء من عنصر أو عناصر مختلفة مُزجت مع بعضها البعض.
ولوحدة الإنسان أو الشخص الطبيعي أنواع تدور حول الوحدة النفسية الداخلية، هناك الوحدة البيولوجية أو الجسدية.. تلك التي يشعر فيها الإنسان بأنه في جسد ثانٍ لا يعرفه ولا يمت له بصلة، كفتاة تحمل وزناً زائداً وترى في نفسها وروحها إنسانة جميلة خفيفة الروح والظل، تملك جسداً مغايراً للحقيقة، تكمن المعاناة هنا في الخوف من العيش عمراً كاملاً في جسد إنسان آخر.
ثاني الأنواع هي الوحدة الروحية؛ حيث لا مكان لشبع الروح، وحيث الحاجة القوية إلى فكرة أو دين أو هدف يملأ ثغور الحياة إلى درجة الاستعانة بكافة الوسائل والطرق، لا تعرف هذه الوحدة النهاية حتى تتبين النهاية، وعندها إما تكون طيبة النتائج أو سيئة المآل.
أما الوحدة الاجتماعية، فصاحبها يخاف الموت وحيداً، بلا زوج أو عائلة أو أصدقاء يدفنونه ويذكرونه وربما يبكون عليه، وهذه من أكثر أشكال الوحدة أهمية، فالدراسات تشير إلى أن ذوي العلاقات الاجتماعية الجيدة يعيشون بسعادة، عمراً أطول! ولذلك وإن كان يعاني المرء من الوحدة الجسدية أو الروحية فإن امتلاكه لعائلة وأصدقاء سييسر عليه حياته بل ويحسنها!.
الغريب بأن جواب معظم الناس على سؤال: ما أكثر شيء تتمنى الحصول عليه؟ هو المال والمنصب والشهرة والجمال والخلود ولربما ستتسع الخانة الأخيرة للعائلة المحبة والأصدقاء الجيدين.
العائلة والأصدقاء بالإضافة إلى القناعة، هم أسرار السعادة، والمال والمنصب إلخ.. هم إعلانات المتعة، ولا أحد يفضل الإعلانات على الأسرار.
تعليق وحيد:
كل شيء لا يساوي أي شيء في ظل الوحدة، ومن يعرف.. قد أغير رأيي عندما تتحد الدول العربية يوماً من الأيام لتحقق ما نسمع عنه من وحدة المسير ووحدة المصير.


الخميس، 14 أبريل



جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...