الاثنين، 14 نوفمبر 2016

الإقتصاد أولاً

من شاهد خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس والأربعين من مجلس الشورى القطري، سيعرف أن المرحلة المارة بها قطر مهمة. وكانت أهم محاور حديث سموه الاقتصاد والتنمية في جميع المجالات، ودور المواطنين في كل ذلك وحصل الاقتصاد القطري على معظم دقائق الخطاب القصير.
لماذا الاقتصاد؟ لأن قطر كدولة غنية بالنفط والغاز، تأثر اقتصادها بنزول أسعار النفط وأزمة سنة ٢٠٠٨ بالإضافة إلى كل ما يحدث للاقتصاد العالمي في هذه الأثناء. وبالتالي كان تركيز سمو الأمير حول الاقتصاد وكيفية تحقيق أهداف الدولة في تقويته وإعلاء مركزها عبر الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ الصادرة في ٢٠٠٨ والخطط الخمسية ٢٠١١- ٢٠١٦ و٢٠١٧- ٢٠٢٢ التي ستخرج قريباً والتي ذكر الأمير أهدافها وأولوياتها.
لم يكن مضمون خطاب الأمير بلا مقدمات أو تمهيد، فقد كان خطاب تسلمه للحكم إحدى المقدمات لمرحلة جديدة يكون فيها الاقتصاد القطري أقوى وأمتن مما سبق. والخطوات التي تقوم بها الحكومة من ترشيد للإنفاق وحرص على التعاون بين القطاع العام والخاص، أكبر دليل. ومن هذه الخطوات مقابلة رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني لرؤساء مجالس إدارات شركات المساهمة العامة، مؤخراً، والدعوة إلى إزالة معوقات الاستثمار بجانب دعم المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر بنك قطر للتنمية.
الدولة تشد على أيدي الشركات المساهمة الكبيرة من جهةٍ وتدفع الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جهةٍ أخرى. جهود الحكومة تُشكر في هذا المجال ولكن ليس من الواقعية تصور وصول قطر للأهداف الموضوعة لها عبر الحكومة وحدها، ومن ذلك كان حديث الأمير للمواطنين وقوله: قطر تستحق الأفضل من أبنائها.
قطر تستحق الأفضل من الموظفين العموميين ورواد الأعمال وأصحاب الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة. وقطر حالياً بيئة استثمارية رائعة للجادين من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة المكونين لأساس أي اقتصاد قوي ومتين طامح للوصول للعالمية، فمعظم الشركات العالمية بدأت كشركات صغيرة ومتوسطة عبر جراج منزل أو موقع إلكتروني بسيط لا كشركة كبيرة عابرة للقارات.
الاقتصاد فالاقتصاد فالاقتصاد. هذه كانت رسالة سمو الأمير لقطر وأبناء قطر في حديثه للمواطنين والحكومة. وهذه هي شفرة عبور قطر للمرحلة القادمة.




جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...