الجمعة، 18 نوفمبر 2016

من تويتر و حتى يوتيوب

تطورت وسائل الاتصال في السنوات العشرين الأخيرة بشكل سريع، ولم يعد أحد يتخيل الهواتف الثقيلة والرسائل النصية الطويلة المقسمة على عدة رسائل يحتوي كل منها حروفاً محدودة! ومع بداية الألفية الجديدة بدأ الهاتف الجوال يصغر مرة واحدة ليكبر شيئاً فشيئاً مع تحدي الشركات بعضها بعضاً في عامل وزن الجوال!
ومع ثورة الآي فون وجد الناس مواقع التواصل الاجتماعي المستخدمة على الكمبيوتر المكتبي أو المحمول، في أيديهم، لا تفارقهم ولا يفارقونها، والآن يعج الآب ستور وجوجل بلاي ببرامج التواصل الاجتماعي، بل إن لكل منها نسخاً شهيرة أو على الأقل صينية كالمستخدمة في الصين المانعة لسناب شات، وفيس بوك، ويوتيوب!
شئنا أم أبينا فقد أثَّرت برامج التواصل الاجتماعي بمجتمعاتنا العربية ونسيجها وبيوتنا وطريقة تفكيرنا وكلامنا، كيف لا والشباب المستخدمون لهذه البرامج يمثلون النسبة الكبرى من نسيج الشعوب العربية!
الآثار الإيجابية والسلبية لمواقع التواصل مرئية منذ ما يقارب الست سنوات، ومنها تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية أهمها الربيع العربي، وسيكون التركيز على التغييرات الاجتماعية في هذه المقالة لتعقيد التغيرات الاقتصادية، واستفحال النقاش والجدال حول الربيع العربي.. أسبابه ونتائجه المستمرة.
أول الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي هو انعدام الخصوصية، وهذا نراه في كل أنحاء العالم، أصبحنا نرى البيوت قبل الناس ونعرف أحوالهم دقيقة بدقيقة قبل محادثتهم. لا شيء من المحظورات ولم تعد تصدمنا الأمور أو نشعر بالغرابة حولها.
ثاني الآثار، ظهور الكثير من المشاهير الجدد حتى مل الناس من ترديد: لا تجعلوا الأغبياء مشاهير!
ثالثاً، غياب الرضا والقناعة وبالتالي فقدان الكثير من السعادة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الكثير من الناس يقارنون بين أنفسهم وغيرهم ممن يظهرون الأفضل فقط من حياتهم!
رابعاً، انتشار ظاهرة الفومو fear of missing outالتي تحدثت عنها كثيراً والتي لا أرى لها أي فائدة إلا إذا كان الشخص المصاب بها كاتب زاوية يومية يجب أن يجد شيئاً يكتب عنه يومياً!
وآخر أمراض مواقع التواصل الاجتماعي هو ظهور الأفعال السلبية والجرائم كالسب والقذف على السطح. ولا أدري إن كانت المواقع سبب زيادة أو سببا كاشف لهذه الأفعال غير المقبولة!
القول بأن كل آثار مواقع التواصل الاجتماعي سلبية مجحف، فالآثار الإيجابية حولنا وحوالينا، فبسبب الفيس بوك وتويتر وسناب شات ويوتيوب وغيره حصل انفتاح وتسامح وتواصل وتعايش لم نكن لنحلم به قبل سنين، عادات وتقاليد اجتماعية قديمة اختفت وأخرى ظهرت وتحسنت النظرة اتجاه المرأة والأقليات المختلفة دينياً وسياسياً واجتماعياً في الوطن العربي، يمكن اختصار الآثار الإيجابية بقول: ما كان مسكوتاً عنه من قبل، لم يعد كذلك الآن.
هل مواقع التواصل الاجتماعي شيء جيد أم سيء؟ هل حسنت في حياتنا أم أساءت لها؟ الجواب تحمله طريقة استخدامنا لبرامج الاتصال الاجتماعي.


جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...