على مكتبي، الذي تزوركم حروفي منه، مجسمات وصور، بعض أشكالها لها أسماء وأخرى بلا أسماء. ماذا أسمي شكل الريشة أو خريطة دولة قطر؟ لن أزعجكم بالأسئلة وسأتكلم عن بعض الأشكال الهندسية المعروفة كالمربع والمثلث والدائرة والمستطيل، الأشكال التي ترسم حياتنا وما نراه حرفيا!! ورغم ذلك متى توقفنا وقدرنا الشكل الأسطواني وانسيابيته؟ متى فكرنا بالمربع أو المكعب واتزانه؟ متى أذهلنا الهرم الذي بهر القدامى حتى بات رمزا من رموز حضاراتهم في مصر والمكسيك؟
في يومنا هذا أصبحنا نقدر الجديد من الأشياء الكبيرة والغالية. بعيدا عن إطارات السيارات، لم نعد نرى سوى ناطحات السحاب الضخمة، ولم يعد يهمنا سوى أشكال الهواتف النقالة الجديدة.. هل هي أطول؟ أقصر؟ أكبر؟ أصغر؟ وكله عائد إلى متغيرات وتأثيرات البيئة من حولنا. لم تعد تهمنا الأشكال المشكلة للأشياء بقدر اهتمامنا بالصورة.
الأشكال الهندسية وغير الهندسية جميلة وشاعرية وعملية، تعطي وتؤثر وتغير من نظرة وإحساس الإنسان للشيء، فالشعور الذي يعطيه السلم الحلزوني للشخص يختلف عن الشعور المنبثق من سلم متعرج. وبوابة البيت المستطيلة تتميز عن المثلثة. للأشكال خواص نفسية واجتماعية تلقي بتأثيرها علينا. نجتمع في دائرة، نصطف على خط مستقيم، نلعب بخطوط متعرجة، نهجم كسرب طيور مثلث الشكل، نعيش في مكعبات، نتنقل على أسطوانات، نحب في شكل قلب.
الدكتورة سوزان ديلينجر كاتبة كتاب «التواصل رغم اختلافاتنا»، كانت من أوائل من ربط الأشكال الهندسية بصفات وشخصية الإنسان والعكس. ولديها اختبار حول ذلك يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت في موقعها الخاص. به يتعرف الشخص على صفاته الشخصية وتعاملاته مع غيره. وقد حددت الدكتورة كلا من الأشكال التالية: المربع والمثلث والدائرة والخط المتعرج والمستطيل، بصفات معينة قد يمتلك الإنسان كومة منها فلا يكون دائرة كاملة، أو مثلث ثلاثي الأضلاع، بل البعض من هذا وذاك! أنا مثلا مزيج من المربع والمثلث بحسب اختبار الدكتورة، ومزيج من الحروف والكلمات بحسب معرفتي أنا.
تشتهر في الحقل القانوني والقضائي عبارة «العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني»، ومن القائل بأنه لا يمكن اعتبار المقولة نفسها في حقول الهندسة والجمال؟
الأشكال ليست بمبان وحسب، هي مقاصد ومعان وغايات ومؤثرات تمتد على الأضلاع وداخل الدوائر على نحو معين.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
في يومنا هذا أصبحنا نقدر الجديد من الأشياء الكبيرة والغالية. بعيدا عن إطارات السيارات، لم نعد نرى سوى ناطحات السحاب الضخمة، ولم يعد يهمنا سوى أشكال الهواتف النقالة الجديدة.. هل هي أطول؟ أقصر؟ أكبر؟ أصغر؟ وكله عائد إلى متغيرات وتأثيرات البيئة من حولنا. لم تعد تهمنا الأشكال المشكلة للأشياء بقدر اهتمامنا بالصورة.
الأشكال الهندسية وغير الهندسية جميلة وشاعرية وعملية، تعطي وتؤثر وتغير من نظرة وإحساس الإنسان للشيء، فالشعور الذي يعطيه السلم الحلزوني للشخص يختلف عن الشعور المنبثق من سلم متعرج. وبوابة البيت المستطيلة تتميز عن المثلثة. للأشكال خواص نفسية واجتماعية تلقي بتأثيرها علينا. نجتمع في دائرة، نصطف على خط مستقيم، نلعب بخطوط متعرجة، نهجم كسرب طيور مثلث الشكل، نعيش في مكعبات، نتنقل على أسطوانات، نحب في شكل قلب.
الدكتورة سوزان ديلينجر كاتبة كتاب «التواصل رغم اختلافاتنا»، كانت من أوائل من ربط الأشكال الهندسية بصفات وشخصية الإنسان والعكس. ولديها اختبار حول ذلك يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت في موقعها الخاص. به يتعرف الشخص على صفاته الشخصية وتعاملاته مع غيره. وقد حددت الدكتورة كلا من الأشكال التالية: المربع والمثلث والدائرة والخط المتعرج والمستطيل، بصفات معينة قد يمتلك الإنسان كومة منها فلا يكون دائرة كاملة، أو مثلث ثلاثي الأضلاع، بل البعض من هذا وذاك! أنا مثلا مزيج من المربع والمثلث بحسب اختبار الدكتورة، ومزيج من الحروف والكلمات بحسب معرفتي أنا.
تشتهر في الحقل القانوني والقضائي عبارة «العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني»، ومن القائل بأنه لا يمكن اعتبار المقولة نفسها في حقول الهندسة والجمال؟
الأشكال ليست بمبان وحسب، هي مقاصد ومعان وغايات ومؤثرات تمتد على الأضلاع وداخل الدوائر على نحو معين.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق