أدار العالم وجهه نحو سوريا الأسبوع الماضي بعدما احترق ظهره مطولاً بنار العار والخذلان. لا حفظ لماء الوجه اليوم ولا أمس أو الغد. العالم كله شريك في جرائم ذبح السوريين.
اليوم، العالم مدين بالاعتذار لكل الأطفال والنساء والعجائز في كل مكان، لا سوريا فقط.
عجزنا في حمايتكم عن الوقوع في دوامة لا قاع لها، وفي وسط الدوامة شيطان أسد، يسحق كل ما فيها ولاعبين لا يريدونها أن تنتهي، فهي في النهاية، لعبة بالنسبة لهم. وبين كل هذا وذاك متفرجون، بعضهم لا يسعهم القيام بشيء، وآخرون لم يتحركوا حتى زاد حيادهم السلبي الوضع سوءاً. آن الوقت لنكرر ما قلناه سابقاً: حان الوقت للتدخل وإنقاذ الشعب السوري، لم تعد تكفي حملات التبرع والمساعدة وإن كانت مهمة، بل يجب أن تمتد إلى ضرب النظام وإنقاذ ما تبقى من سوريا شبه المدمرة. يجب على المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة أو بدونها أن يجتمع ويقف وقفة رجل واحد ضد النظام السوري الغاشم. يجب أن تتوقف إمدادات السلاح والرجال من أعوان النظام السوري إلى سوريا فوراً، وأن تفرض مناطق حظر الطيران في أرجاء سوريا.
ولكل المتمسكين بذريعة الجماعات الإرهابية، بقاء الوضع كما هو يساعدهم أكثر من قهره لهم. الدمار والقتل والحرب المستمرة يخلق للإرهاب مناخه ويغذيه، وإن كنا نظن بأن 2016 وما قبلها كانت سنوات سيئة على العالم من هذه الناحية، فنحن لم نر شيئاً بعد. إن تُرك الوضع كما هو، سيخرج من سوريا والعراق ما هو أعظم وأخطر وسيترك أثره على العالم أجمع لا منطقة الشرق الأوسط والدول العربية والمسلمة وحدها.
سيناريو العراق يتكرر على نحو أبشع وعلى مرأى من عيون الناس ثانية بثانية. نرى وجه كل رجل يُقتل وكل امرأة تنتحب على مقتل عائلتها كلها وكل طفل ينخرس من الصدمة فلا نحن نسمع بكائه أو رجائه. ولا زلنا نقف متكتفي اليدين. نظن أن اللاجئين السوريين الواصل عددهم لما يقارب 5 ملايين سينسون، أو أن النازحين سينسون، أو أن أهالي القتلى والجرحى سينسون. ولا العالم كله ولا التاريخ سينسى. والله لن ينسى. الجميع سيتذكر المتخاذلين عن إنقاذ الشعب السوري كل يوم، كما نتذكر المتخاذلين قبلنا عند رؤية صور من أرشيف فلسطين والعراق وفيتنام و الحرب العالمية الأولى والثانية.
ما حصل في حلب مجزرة.. ليست حرب ولا مقاومة، خرج منظمها الأسد ليخبر العالم بأن قلبه مع أهالي حلب. والعالم يردد العبارة نفسها: قلوبنا مع أهالي حلب وسوريا. ولم يفعل أحد شيئاً. تركنا كل شيء للأسد.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
اليوم، العالم مدين بالاعتذار لكل الأطفال والنساء والعجائز في كل مكان، لا سوريا فقط.
عجزنا في حمايتكم عن الوقوع في دوامة لا قاع لها، وفي وسط الدوامة شيطان أسد، يسحق كل ما فيها ولاعبين لا يريدونها أن تنتهي، فهي في النهاية، لعبة بالنسبة لهم. وبين كل هذا وذاك متفرجون، بعضهم لا يسعهم القيام بشيء، وآخرون لم يتحركوا حتى زاد حيادهم السلبي الوضع سوءاً. آن الوقت لنكرر ما قلناه سابقاً: حان الوقت للتدخل وإنقاذ الشعب السوري، لم تعد تكفي حملات التبرع والمساعدة وإن كانت مهمة، بل يجب أن تمتد إلى ضرب النظام وإنقاذ ما تبقى من سوريا شبه المدمرة. يجب على المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة أو بدونها أن يجتمع ويقف وقفة رجل واحد ضد النظام السوري الغاشم. يجب أن تتوقف إمدادات السلاح والرجال من أعوان النظام السوري إلى سوريا فوراً، وأن تفرض مناطق حظر الطيران في أرجاء سوريا.
ولكل المتمسكين بذريعة الجماعات الإرهابية، بقاء الوضع كما هو يساعدهم أكثر من قهره لهم. الدمار والقتل والحرب المستمرة يخلق للإرهاب مناخه ويغذيه، وإن كنا نظن بأن 2016 وما قبلها كانت سنوات سيئة على العالم من هذه الناحية، فنحن لم نر شيئاً بعد. إن تُرك الوضع كما هو، سيخرج من سوريا والعراق ما هو أعظم وأخطر وسيترك أثره على العالم أجمع لا منطقة الشرق الأوسط والدول العربية والمسلمة وحدها.
سيناريو العراق يتكرر على نحو أبشع وعلى مرأى من عيون الناس ثانية بثانية. نرى وجه كل رجل يُقتل وكل امرأة تنتحب على مقتل عائلتها كلها وكل طفل ينخرس من الصدمة فلا نحن نسمع بكائه أو رجائه. ولا زلنا نقف متكتفي اليدين. نظن أن اللاجئين السوريين الواصل عددهم لما يقارب 5 ملايين سينسون، أو أن النازحين سينسون، أو أن أهالي القتلى والجرحى سينسون. ولا العالم كله ولا التاريخ سينسى. والله لن ينسى. الجميع سيتذكر المتخاذلين عن إنقاذ الشعب السوري كل يوم، كما نتذكر المتخاذلين قبلنا عند رؤية صور من أرشيف فلسطين والعراق وفيتنام و الحرب العالمية الأولى والثانية.
ما حصل في حلب مجزرة.. ليست حرب ولا مقاومة، خرج منظمها الأسد ليخبر العالم بأن قلبه مع أهالي حلب. والعالم يردد العبارة نفسها: قلوبنا مع أهالي حلب وسوريا. ولم يفعل أحد شيئاً. تركنا كل شيء للأسد.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق