- 1 -
يُخلق الإنسان في جسد وروح وعقل، يُخص بهم من الله. وفي ذلك كله يجد نفسه وحيداً، ونوعاً ما محبوساً في حيز، وإن اطلع عليه الغير، إلا أنه يبقى غامضاً وخافياً إلا على نفسه وربه. من ذلك تولدت مطالبته بحريته في عوالمه الداخلية قبل عالمه الخارجي، حريته في دينه، ومكانه، وزمانه، ومشاعره، وشعائره، ومبادئه، والأشخاص الذين يختار بعدهم وقربهم.
- 2 -
كيف للإنسان أن يملك حريته الكاملة، والحرية الكاملة خرافة؟ فكلنا نعيش حرية ناقصة، شئنا أم أبينا. نعيش محدودين بمكان ما لا نستطيع مفارقته لكثرة الذكريات فيه، أو لوجود من نحبهم عليه. نعيش في كبسولة أو حقبة زمنية أحببناها أو كانت فيها أجمل أيام حياتنا. نعيش متفكرين في العادات والتقاليد عند قيامنا بأعمالنا أو عند امتناعنا عنها. نحيا بحسب مبادئ الناس قبل مبادئنا. نتصرف بحسب مشاعرنا، فإن أحببنا شخصاً ما، ضيقنا على شخصنا من أجله، وإن كرهنا فرداً ما، ضيقنا عليه وإن عنى ذلك الإضرار به. وكل هذا مع حفظنا شعارات الحرية المسموعة في ميادين الشعوب وهتافات الزعماء والحكام.
- 3 -
هل تكمن الحرية في الحب؟ هل تكمن الحرية في الكراهية؟ أم في اختيار الحب والكراهية؟ إن كانت الحرية في الحب فقط، فحب الزعيم الأب الحاكم الأبدي، هو حب مؤبد. وإن كانت الحرية في الكراهية فقط، فالنتيجة الكامنة في إلحاق الضرر بالغير واردة وحاضرة. أما الحرية المرتبطة بالاختيار فهي حرية الفلاسفة والأدباء، وهي الحرية المحكي عنها والمتداولة بين الجميع، ولكن هل يجعل منها ذلك الحرية الحقيقية؟ هل الحرية اختيار أم شعور يلازم الشخص، سواء وُضع في زنزانة أو غابة واسعة يفعل فيها ما يشاء؟
الحرية تكون في اختيار الشعور باللامحدودية بالحياة في جميع النواحي، والحرية كل الحرية، تقف -قبل توقف كلماتي وكلمات غيري- وقت الإضرار بالآخرين.
يُخلق الإنسان في جسد وروح وعقل، يُخص بهم من الله. وفي ذلك كله يجد نفسه وحيداً، ونوعاً ما محبوساً في حيز، وإن اطلع عليه الغير، إلا أنه يبقى غامضاً وخافياً إلا على نفسه وربه. من ذلك تولدت مطالبته بحريته في عوالمه الداخلية قبل عالمه الخارجي، حريته في دينه، ومكانه، وزمانه، ومشاعره، وشعائره، ومبادئه، والأشخاص الذين يختار بعدهم وقربهم.
- 2 -
كيف للإنسان أن يملك حريته الكاملة، والحرية الكاملة خرافة؟ فكلنا نعيش حرية ناقصة، شئنا أم أبينا. نعيش محدودين بمكان ما لا نستطيع مفارقته لكثرة الذكريات فيه، أو لوجود من نحبهم عليه. نعيش في كبسولة أو حقبة زمنية أحببناها أو كانت فيها أجمل أيام حياتنا. نعيش متفكرين في العادات والتقاليد عند قيامنا بأعمالنا أو عند امتناعنا عنها. نحيا بحسب مبادئ الناس قبل مبادئنا. نتصرف بحسب مشاعرنا، فإن أحببنا شخصاً ما، ضيقنا على شخصنا من أجله، وإن كرهنا فرداً ما، ضيقنا عليه وإن عنى ذلك الإضرار به. وكل هذا مع حفظنا شعارات الحرية المسموعة في ميادين الشعوب وهتافات الزعماء والحكام.
- 3 -
هل تكمن الحرية في الحب؟ هل تكمن الحرية في الكراهية؟ أم في اختيار الحب والكراهية؟ إن كانت الحرية في الحب فقط، فحب الزعيم الأب الحاكم الأبدي، هو حب مؤبد. وإن كانت الحرية في الكراهية فقط، فالنتيجة الكامنة في إلحاق الضرر بالغير واردة وحاضرة. أما الحرية المرتبطة بالاختيار فهي حرية الفلاسفة والأدباء، وهي الحرية المحكي عنها والمتداولة بين الجميع، ولكن هل يجعل منها ذلك الحرية الحقيقية؟ هل الحرية اختيار أم شعور يلازم الشخص، سواء وُضع في زنزانة أو غابة واسعة يفعل فيها ما يشاء؟
الحرية تكون في اختيار الشعور باللامحدودية بالحياة في جميع النواحي، والحرية كل الحرية، تقف -قبل توقف كلماتي وكلمات غيري- وقت الإضرار بالآخرين.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
جميلة جدا
ردحذف