الجمعة، 3 فبراير 2017

خطاب النصر

1 -
أكثر كلمة ترددت على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات الأخيرة كانت «الفوز»!، تحدث عن الفوز كثيراً.. كيف أنه سيفوز، وكيف سيجعل الولايات المتحدة الأميركية منتصرة وعظيمة مجدداً. ولكن ما الفوز؟ وما طبيعة هذا النوع من الفوز.. إن كان للفوز أصناف؟ ألا يتوقف الفوز عند إلحاق الضرر بالغير؟ وهل الفوز على حساب الضعفاء فوز حقيقي؟

2 -
 الجميع يريد أن يكون فائزاً في هذه الحياة. الكل يسأل عن طرق الفوز وسبله، وقليل منهم من فهم أن الفوز في الحياة شيء، والفوز في مجال معين في الحياة شيء آخر. الفوز في الحياة يكون بالرضا وقناعة الإنسان بالحال التي يضع نفسه به، والفوز في مجال ما يكون بإتقانه والإحسان فيه وبه.

3 -
 بعض الأسئلة التي يجب على الجميع أن يطرحها على نفسه: ما هي أعظم انتصاراتي؟ بماذا أشعر بعد الفوز؟ هل الشعور مرض وتام وخالٍ من الشماتة؟ هل أفوز لنفسي أم لغيري؟ ما هي أكبر خسائري؟ ماذا تعلمت من الخسارة؟ هل هي دروس ستدفعني نحو الأفضل؟
هل ألعب لأفوز أم لأستمتع بالرحلة؟ لماذا ألعب؟ لماذا أفوز؟ لماذا أخسر؟ وما هي أخلاقي وقت اللعب والفوز والخسارة؟ هل أملك صفات الفائزين من قوة وشجاعة ورحمة ومثابرة؟ أم إنني أقرب إلى الخاسرين ضعيفي الهمة؟

4 -
يقول اللاعب والمدرب الفرنسي الرائع زين الدين زيدان: «حتى آخر نفس من أنفاسي، لن أقول إن الأمر أكبر من طاقتي!». فوز الإنسان يكون باستمراره على الرغم من المصاعب والعراقيل المواجهة له، لأن التوقف يعني الاستسلام المؤدي إلى اليأس، واليأس بالضرورة يعني نهاية الطريق وخسارة الإنسان لنفسه.
انتصر لنفسك وعلى نفسك، ولا تفز لغيرك أو لمجرد الفوز على الآخرين. أقول لك افعل ولا تفعل، حيث إن في الأولى شعوراً دائماً، وفي الثانية شعور كاذب.



جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


هناك تعليقان (2):

  1. كلام جميل ..

    ردحذف
  2. الفوز بشرف بجميع حالاته مرضي للفائز والخاسر، أما الفوز المخزي فلا فيه فوز ولا شرف.

    ردحذف

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...