لطالما كان القلب هو العضو الأهم الذي نعتني به عندما يتعلق الأمر بأجسادنا. هو العضو المقدس. العضورقم واحد. و لا جدل في ذلك، فإذا توقف القلب، لا قيمة للأعضاء الأخرى! و من المسلمات التي نأخذ بهاو يعرفها صغيرنا حتى أكبرنا، بأن الدماغ من الأعضاء المهمة أيضاً، فبدون الدماغ نكون كالبطاطا أوالطماطم كما يقولون في الغرب، أي جسد بلا عقل. بلا فائدة.
يتحدث الدكتور دانيال آيمن في كتابه (غير عقلك غير حياتك) عن أهمية المحافظة على الدماغ و تحفيزه. فالدماغ يشكل ٢٪ من وزن الجسد، و يستهلك ثلث السعرات الحرارية التي نتناولها يومياً! أي أنه أغلى عضو نملكه بعد القلب، إن لم يكن بأهمية القلب. فبدون العقل لا إدراك و لا فكر ولا وعي و لا مشاعر و لا ذاكرة. و بمحافظتنا على دماغنا و تحسينه وفق ما توصل إليه الدكتور آيمن، نُحسّن من جودة حياتنا و وظائف أجسادنا و نطيل من أعمارنا! و رغم اكتمال نمو الدماغ بسن ٢٥، إلا أننا نستطيع المحافظة على عقولنا و تحسين عمله طوال حياتنا بالطرق الآتية:
أولاً، ممارسة الرياضة. فكلما زاد وزنك، صغر حجم عقلك! و بالتالي يجب علينا ممارسة الرياضة لتحسين عمل الدماغ و المحافظة على حجمه!
ثانياً، اتباع حمية غذائية صحية. فما نأكله و نشربه يصل مباشرة إلى أدمغتنا، إن كان صحياً، سيساهم في عمل الدماغ بشكل سليم و متوازن، و إن كان غذاءاً سيئاً، سينعكس ذلك على عمل الدماغ و قدرته على الإدارك و التركيز، فالدماغ يرتبط مباشرة بالمعدة و الأمعاء وفق دراسة أجراها علماء بجامعة ديوك الأمريكية.
ثالثاً، النوم. العقل يحتاج الراحة كي يتجدد و يرفع من أدائه. و وفق الدراسات العلمية الكثيرة، فإن الانسان البالغ يحتاج سبع ساعات من النوم يومياً كي يحافظ على صحته و صحة عقله.
رابعاً، إنشاء الروابط الاجتماعية. الانسان يحتاج العلاقات الاجتماعية لأنها تحفز عقله و تريح قلبه، و تبعد عنه الاكتئاب و القلق و التوتر الذي يؤثر سلباً على الدماغ و عمله.
خامساً، التأمل و الشكر. بالتأمل يومياً و الصلاة و التقرب إلى الله بالشكر و العرفان، يتعافىالدماغ بكل هذه الأفعال الإيجابية التي تحافظ عليه و تحسن من عمله.
سادساً، القضاء على الأفكار السلبية. فالأفكار السلبية، تبدأ كمشاعر ثم مع تكرارها و التمسك بها، تصبح حقائق لا مفر للدماغ منها، و بعد ذلك لا يكون للعقل سوى الانصياع لها و التدهور أمامها.
أخيراً، تعلم أشياء جديدة. سواء أكانت هذه الأشياء أفكار أو معلومات أو هوايات أو ألعاب أو لغات أو أياً كانت. المهم أن يكون أمراً جديداً لم يسبق للعقل أن تعرض له!
بهذه الطرق، نستطيع المحافظة على عقولنا و تحسين عملها. و هذه من وصايا ديننا الإسلامي في الكثير من آيات القرآن الكريم. و قال العقاد في هذا الشأن: " لا يذكر القرآن الكريم العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية، بل تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة."
فيا أيها القارئ، تفقه و تفّكر و اعقل، و حافظ على عقلك، أغلى ما تملك!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق