في ٢٠٢٠، توقف العالم.. حرفياً.. بسبب مرض كورونا (كوفيدـ١٩). أُغلقت المطاعم و المقاهي و المدارس. حطت الطائرات. خلت الشوارع من الناس و السيارات المتحركة. أُلغيت البطولات و المسابقات. عُلق تصوير الأفلام و المسلسلات. ازدحمت المستشفيات. مرض البعض و توفي البعض الآخر. توقف الناس عن الحركة، و عُطلت الأعمال إلى درجة صدور تقارير بانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و استعادة الطبيعة لبعض عافيتها!
و لم تكن سنة ٢٠٢١، مختلفة كثيراً عن سابقتها سوى في تقليل عدد الإغلاقات العامة في المدن و توزيع لقاح كورونا. كانت الأيام سواء في ٢٠٢٠ و في ٢٠٢١، هذا ما أكدت عليه أفلام نيتفلكس الساخرة (DEATH TO 2020) و (DEATH TO 2021). و ما لا نستطيع الضحك عليه، هو تأثيرات هذه الأعوام علينا، و منها نشر دراسة في (JOURNAL OF CLINICAL MEDICINE) بسبتمبر ٢٠٢١، تُفيد بتراجع كبير في عمل ذاكرة الانسان خلال جائحة كورونا. و كان السبب هو تشابه الأيام بالنسبة لنا خلال السنتين الماضيتين مما أضعف الذاكرة. و ذاكرة الانسان وفق كتاب (خطايا الذاكرة السبع) للكاتب دانيال شاكتر، تحتاج إلى التفرقة بين الأيام كي تتم تقوية الذاكرة و تحفيزها.
ها نحن وصلنا بأعجوبة إلى عام ٢٠٢٢. مما يدعونا إلى الرجوع إلى ما قبلها، كي نحرص على أن يكون هذا العام مختلف عما سبقه. و يكون ذلك بفهم سنة ٢٠٢٠ أولاً. السنة التي خسر فيها البعض، أناس يبادلونهم الحب. و فقد فيها البعض عمله. و كان فيها من بدأ عملاً خاصاً به و نجح في ذلك. و كان فيها من اكتشف هوايات عجيبة، أو تعرف على أصدقاء جدد. سنة ٢٠٢٠، كانت سنة التعلم لنا جميعاً.
أتت بعدها سنة ٢٠٢١، سنة التطبيق. حاولنا فيها أن نطبق ما تعلمناه خلال ٢٠٢٠، من ممارسة أعمالنا أو اهتماماتنا الحديثة، و حتى المحافظة على سلامتنا النفسية و علاقاتنا الاجتماعية.
فلتكن ٢٠٢٢ إذاً، سنة التخطي و التأقلم. فلنستمر في تطبيق ما تعلمناه في ٢٠٢٠، و لنحاول التأقلم مع العالم الجديد من حولنا، بكل أوضاعه و قوانينه الجديدة، و تغييراتنا الشخصية. فالعالم الآن يتجه إلى محاولة التأقلم مع مرض كورونا و اعتباره كالانفلوانزا الموسمية مع الحفاظ على أخذ الاحتياطات و الإجراءات الاحترازية منه.
انتهت سنة ٢٠٢٠ و سنة ٢٠٢١، و سينتهي عام ٢٠٢٢ دون أن نشعر. كل ما علينا فعله هو ألا نجعل ٢٠٢٢ عاماً مشابهاً لما سبقه، و أن نطبق ما تعلمناه خلال محنتنا العالمية، و أن نحاول تخطي ما عشناه و التكيّف في العام الجديد!
و كل عام و أنتم بخير!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق