نحن، جيل التسعينات، ممن قضى طفولته متابعاً لأفلام هوليود، كنا، بناتاً و أولاداً، نشاهد سندريلا و باتمان، و شاهدنا في مراهقتنا (TWILIGHIT) و (DIE HARD)، و في شبابنا التصقنا بالشاشات، لنشاهد (TITANIC) و (THE NOTEBOOK) و (MISSION IMPOSSIBLE). شاهدنا كيف يكون أبطال الأفلام جميلين و بأبهى الصور و دائماً بيض البشرة. و كيف تفوز البطلة بقلب البطل بحسنها و فطنتها. و كيف يسلب البطل عقل البطلة بقوته و أمواله الكثيرة. و كيف يتغلبون على أقسى الظروف و إن تكالب الناس عليهم و وقف العالم في وجههم. شاهدنا كل ذلك و صدقناه، حتى عندما يبتلع جسد البطل عشرات الرصاصات و يحيا! و عندما تفقد البطلة ذاكرتها، و تسترجعها، فتعود لحضن حبيبها!
كبرنا على هذه الأفلام، و حلمنا أن نصبح مثل هؤلاء الأبطال.. جميلين.. رشيقين.. أغنياء.. ممتعين.. سعيدين.. خفيفي الظل.. مميزين و مختلفين! المضحك في الأمر هو أن معظم هؤلاء الممثلين و الممثلات، يتشابهن في الأشكال و الأفعال و الأقوال و الأفكار. كيف إذاً انخدعنا بتميزهم و تفردهم و جميع الممثلين و الممثلات سواء؟
أعود بذاكرتي إلى هذه الأفلام و حتى بعض المسلسلات و أتعجب كيف أنها رسمت لجيل كامل وجهاً واحداً و جسداً مثالياً و مستقبل باهر و واقع غني و عائلة مُحبة و أصدقاء لا محدودين، يجب على الانسان أن يملكهم ليسعد في حياته! و بالتالي يكون أي نقص في هذا الخيال-الواجب تحوله إلى واقع-يعني فشل الانسان و إخفاقه!
شهدنا في العشر سنوات الماضية تحولاً كبيراً في مسلسلات و أفلام هوليود. صعدت خلالها أسماء عظيمة مثل AVA DUVERNAY و SHONDA RHIMES. وصلتنا عبرهن قصص الأميرات اللواتي لم يحتجن إلى إنقاذ. و قصص الرجال الباحثين عن هدف أسمى في الحياة غير المال و الصيت و القوة. رأينا على الشاشة أخيراً، أناساً يشبهوننا في الشخصية و الجمال و اللون و الوزن و الطول. بل و أحببناهم! و أكد ذلك تقريرUCLA الذي وجد بأن الأفلام ذات طاقم الممثلين المنوعين بالعرق و اللون و غيره، يتابعونها مشاهدين أكثر من الأفلام ذات الطاقم غير المنوع!
الانسان يميل إلى ما يشبهه.. إلى ما يمثله.. إلى ما يدله على حقيقته، لا ما يحاول تغيير حقيقته، و إن كان بلا قصد!
في النهاية تُصنع الأفلام لتؤثر إيجابياً على الناس، لا لتوهمهم أو تزرع فكرة مثالية في رأسهم حول ما يجب أن تكون أشكالهم و ما يجب أن يصبحوا عليه. نحن خُلقنا لنكون كما نحن، لا لنكون الحسناء أو الوسيم الذي اختاره منتج هذا الفيلم أو ذاك!
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق