يُحكى بأنه كان هنالك عقرب يريد أن يعبر النهر، فطلب من الضفدع أن يحمله على ظهره إلىالضفة الأخرى، فرفض الضفدع و قال: هل تظنني غبياً؟ إن حملتك على ظهري ستلدغني وأموت! فرد عليه العقرب قائلاً: هل أنا مجنون لأفعل ذلك؟ إن لدغتك ستموت و سأغرق معك! أعدك بأني لن أفعل شيئاً. كل ما أريده هو عبور النهر! اقتنع الضفدع أخيراً و حمل العقربعلى ظهره و بدأ القفز فوق النهر. و في منتصف المسافة، لدغ العقرب الضفدع. سألالضفدع العقرب متألماً: لماذا فعلت ذلك! سنموت كلانا الآن! جاوبه العقرب آسفاً و غيرآسف: لأن هذه هي طبيعتي! هذا أنا!
هذه القصة الجميلة تحمل في طياتها الكثير من العبر و الدرر. أهمها بأنه عندما يريك شخص ما هويته الحقيقيةمنذ بداية علاقتكما ببعضكما البعض. صدق ما تراه عيناك. آمن بما حدث أمامك و بأن هذه هي طبيعة الشخصالحقيقية التي قد يكون على استعداد لأن يموت بسببها!
احساسك الأول اتجاه شخص ما عادة ما يكون هو الإحساس الصحيح. انطباعك الأول عن شخص ما عادة ما يكون هو الانطباع الحقيقي و الأصيل.
نادراً ما يتغير الناس في مدة زمنية قصيرة و لن يتغيروا. الانسان لا يتغير في وقت قصير إلا إذا حدث لهموقف كبير يهز كيانه و يزلزل حياته و ما عدا ذلك خزعبلات و أساطير الأولين.
الانسان يتغير على دفعات.. على مراحل.. في غضون سنين.. و لا يتغير الانسان بين يوم و ليلة إلا إذا كانت ليلة سوداء و يوم أسود منها!
تغير الانسان بين يوم و ليلة دون أن يكون قد حظي بيوم أسود أو ليلة سوداء، معناه بأنه كان كذلك دائماً.. معناه بأن حاجته اكتملت و مصلحته انتهت، و الآن بان على حقيقته.
الجبال تتشكل مع مرور الوقت و حركة الرمال.. و الانسان يتشكل مع مرور الوقت و حركة الناس من حوله. كلاهما يحتاج الكثير من الوقت، و الكثير من الحركة أو عدم الحركة. كلاهما ذات التأثر نفسه. كلاهما يلبسان أثر التغيير نفسه. كلاهما بالثقل نفسه. نربط بين أنفسنا و الجبال عندما نقول لمن نحب: "نحن مستعدين لأن نحرك الجبال من أجلكم!". فهل نستطيع أن نقول لهم: "نحن على استعداد أن نغير من أنفسنا و طبيعتنا من أجلكم!؟" أم أنه سيأخذنا كبرياء العقرب و طبيعته!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق