الثلاثاء، 17 يناير 2023

اسأل لتصل!

اسأل لتصل!

 

 

مع بداية العام الميلادي الجديد، و نهاية العام القديم، عادة ما يبدأ المرء قبل أو بعد الانتهاء من احتفالات رأس السنة، بالتفكر في أحداث العام المنتهي و توقعاته للعام القادم. هكذا هو الانسان، ينتظر نهاية واضحة أو تاريخ معين في حياته ليستذكر ما مر به و ما يتمنى حصوله مستقبلاً. و كذلك كان الأمر بالنسبة لي، بدأت بسؤال نفسي: ماذا أنجزت في عام ٢٠٢٢؟ و ماذا أطمح له في عام ٢٠٢٣؟ ثم توقفت قليلاً أمام هذه الأسئلة المعادة حتى تفقد معناها مع الوقت، و فكرت: ماذا لو غيرنا هذه الأسئلة-أو على الأدق-أضفنا لها؟ ماذا لو عملنا في نهاية السنة جرد روحي و نفسي لأنفسنا بالإضافة إلى الجرد المادي لملابسنا و مقتنياتنا؟

أفضل طريقة لعمل هذا الجرد الروحي و النفسي استعداداً و تهيئةً للعام الجديد هو عبر غوص الانسان في خبايا نفسه و روحه. و يكون ذلك عبر أن يسأل الانسان نفسه جميع أنواع الأسئلة المهمة حتى يصل إلى الأجوبة التي تساعده في جعل هذا العام أفضل من العام الذي سبقه! و من هذه الأسئلة، أن يسأل المرء نفسه: ما هي الأمور التي تجعلني حزين؟ ما هي الأشياء التي تجعلني سعيد؟ ماذا تعلمت من السنة الماضية؟ ما السبب الذي يجعلني أقوم من سريري كل صباح؟ من هم الأشخاص الذين يؤثرون في قراراتي؟ ما هي الأحداث التي أثرت فيني؟ ما هو المكان الذي أرغب في السفر إليه؟ ما هو الحب "الحقيقي" بالنسبة لي؟ ما الذي يمنعني في أن أكون سعيد؟ أين المكان الذي أستعيد فيه طاقتي؟ في أي وقت في اليوم أكون فيه بكامل تركيزي و قوتي؟ ما هي الأشياء التي أخاف منها؟ أين سأكون بعد عشر سنوات؟ من هو الشخص أو الأشخاص الذين سيؤثرون على مستقبلي؟ هل هذا وقت سعيد في حياتي، و لماذا؟ ماذا أبرع فيه؟ متى آخر مرة بكيت فيها و لماذا؟

اسأل نفسك أكثر قدر من الأسئلة، لتعرف نفسك. لتفهم نفسك. لتعرف ماذا تريد و إلى أين تريد أن تصل، و حتى كيف تصل إلى وجهتك! عندما يفهم الانسان نفسه و ماذا يريد، يصل بشكل أسرع إلى مبتغاه، و يجد ضالته. أوليس هذا مرادنا جميعاً في العام الجديد؟ الوصول إلى أهدافنا؟ و إن شعرت بأن أسئلتك لنفسك شحيحة، لا تبتأس، يوجد كتاب صغير لطيف اسمه "THE QUESTION BOOK" كتاب الأسئلة، أعده ميكايل كروقيروس و رومان تشابلر، فيه أكثر من ٦٠٠ سؤال لتطرحه على نفسك أو غيرك! و هذا أفضل ما قد تبدأ به العام الجديد! طرح الكثير و الكثير من الأسئلة على نفسك!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...