-١-
إذا شعرت بألم في أسنانك، لا تذهب إلى طبيب الأسنان مباشرةً، جرب استبدال الفرشاة أو معجون أسنانك. و من ثم حاول مرة أخرى، فلربما كانت معاناتك منهما و أنت لا تدري!
تقول فلسفة (أوكام ريزر) بأن أوضح تفسير هو على الأغلب التفسير الصحيح للشيء، أو الموقف أو المشكلة أو المصادفة.
فلماذا تتعب عقلك بتفاسير وحلول معقدة وغير حقيقية؟
-٢-
لا تكن واقفاً على أهبة الاستعداد كالعسكري، كن كذلك في عملك فقط، فهو ما يستدعي ذلك، أما غير ذلك، فتلك حياتك، وأنت تحتاج أن تعبرها بكتفين مستريحين ورأس مسترخي، وعقل له القدرة على أن يسافر في هذه الدنيا و يستمتع، و يبدع، و ينتج، بل و "يعمل" خارج وقت عمله.
-٣-
هناك الكثير من المقولات حول الإسفنج.. أغلب ما تدور حوله، هو أنه يجب أن يكون الانسان "إسفنجة" يمتص جميع المعلومات والتجارب الجديدة.
لماذا حملنا الإسفنج أكثر مما يستحق؟ هل سبق أن رأيت في حياتك اسفنجة خارج الحمام أعزمكم الله أو البحر؟ هل سبق أن مرت عليك إسفنجة غير غارقه بالماء أو ما هو أسوأ! والآن قل لي هل تريد أن تكون اسفنجة؟!
أنا شخصيا لا أنصح بذلك ولكني لا أريدك أيضاً أن تكون صخرة كما يقولون، و كما يربطون الاسفنجة دائماً بالصخر!
أريدك أن تكون كما أنت، و أن تمتص و تحتوي و تتشكل كيفما شئت، سواء أكنت إسفنج أو تربة أو وعاء أو كأس أو شجرة أو كرسي أو غيمة.. أياً كنت! ولكن لا تصبح متطرفاً. اقبل الأشياء أو ارفضها، و لا تكون إسفنج ولا صخرة، كن ما بين الاثنين، و خذ من العالم ما يناسبك ويريحك!
-٤-
هناك حرب أزلية بين المشاعر والأفكار. حرب حارب فيها العلماء والأدباء و العشاق والحرفيين و أصحاب الحوانيت و ربات المنازل و المحاربين وكل الناس.
هذه الحرب كانت بين أهمية الأفكار و الجانب الواقعي العملي، و أهمية الجانب العاطفي المشاعري. حرب ما بين ما إذا كانت المشاعر أقوى من الأفكار أو الأفكار أقوى من المشاعر، ومدى ارتباطهما ببعضهما البعض.. حرب بين الجانب العاطفي والجانب العقلي. و سؤال أزلي.. أقدم من الدنيا: ما هو أقوى العقل أم القلب؟ سواء أكنت من أنصار العقل و الجانب العملي والمنطقي أو كنت من أنصار القلب و العواطف والمشاعر و الخيالات اللا منطقية في بعض الأحيان، فإنني أقول لك اختر المشاعر دائماً. فضّل أن تكون كتلة مشاعر مجردة على أن تكون كتلة من الأفكار الجامدة المجردة!
قوة المشاعر أكبر من قوة الأفكار. في الحقيقة، الأفكار مهما كانت قوية لن تنتشر إلا بشخص يحمل مشاعر كبيرة اتجاهها أو اتجاه من تخصه هذه الأفكار. وهذه المشاعر للأفكار هي ما تدفع الإنسان إلى الأمام، وهي ما تجعله يغني ويرقص ويحب و يردد الأشعار و يحمل السيف ويكتب القوانين ثم ينسفها ويحكم ويدخل السجن ويُرزق بالأبناء ويعمل من أجلهم.. إلى مالا نهاية!
إن كانت الأفكار تحرك المرء مرة، فإن المشاعر تحرك المرء ألف مرة! ولذلك إذا كان لك الاختيار بين أن تكون كتلة مشاعر مُجردة أو كتلة أفكار مجردة، اختر أن تكون كتلة مشاعر مجردة فهذا ما سيقودك في النهاية.. إلى الأفكار!
جواهر آل ثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق