في كل يوم نفعل جميع أنواع الأنشطة و نذهب إلى كل الأماكن الممكنة، حتى نُبعد عنا التوتر والقلق. نتمرن صباحاً ونذهب إلى السينما أو نخرج للعشاء مساءً، كي نريح أنفسنا وعقولنا، ونحافظ على صحتناالنفسية بعيداً عن الاكتئاب والقلق والتوتر،
ولكن في الحقيقة القليل من التوتر لن ولا يضر.
وللتوضيح أكثر، يجب أن نفرق أولاً ما بين التوتر والقلق.
التوتر هو مشاعر و ردة فعل لخطر نشعر به في محيطنا، وهو وقتي لا يُفعّل إلا عبر أحداث مؤقتة، تقع فتُسبب التوتر للإنسان، كأن يكون المرء في طريقه إلى العمل ويعلق في زحمة المرور فيتوتر لأنه سيتأخرعلى اجتماعه مع المدير.
أما القلق فهو الشعور بالتوتر بشكل متكرر. هو شعور داخلي قد ينشط حتى وإن لم يحدث حولنا ما يُحركهذا الشعور في داخلنا. وفي كثير من الأحيان يكون القلق هو نتيجة تكرار الشعور بالتوتر. فينشأ عندمايحدث للإنسان ما يسبب له التوتر ولا يعرف كيف يتعامل مع هذا التوتر، فيتحول التوتر مع الوقت إلىقلق، يصيب الإنسان حتى وإن لم يحدث له الشيء الذي يوتره في يومه.
ومن هنا و بعد تعريفنا و التفرقة ما بين التوتر والقلق، يُمكن القول بأن القليل من التوتر لا يضر بل يُمكن أن يكون هو الدافع إلى العمل والسعي وراء ما نريد في الحياة.
القليل من التوتر جيد، مثل التوتر الذي يصيب العضلة عندما نمرنها، هذا التوتر العضلي هو ما يجعلها تكبر و تشد و تتطور مع الوقت. هذا النوع من التوتر مفيد، وكذلك أنواع التوتر الأخرى التي أقصدها، مثل انسان يشعر بالتوتر لأنه يظن بأن أحد ما سيقوم بفكرة مشروعه قبله، فيعمل على مشروعهبشكل أسرع حتى لا يسبقه احد إليه أو كأن يقوم الفرد بعمل متقن كي يُعجب به المدير و يترقى في الوظيفة.
هذا هو التوتر المحمود.. بل أكثر من ذلك! القليل من التوتر قد يطيل ويحفظ عمر الإنسان كما أثبتت بعضالدراسات، حيث أن الشخص المتوتر "قليلاً" سيعيش حياة أطول لأنه لن يكون ضحية عدم اهتمامه أوعدم توتره، و لن يضع نفسه أمام المخاطر وفي المواقف الصعبة، لأنه سيفكر في العواقب بعكسالأشخاص الذين لا يبالون أو يهتمون بما يحدث لهم أو حولهم.
وتجدر الإشارة بأنه في حين أن الشخص المتوتر قد يطيل من عمره فإن الشخص القلق قد تكون جودةوطول حياته أقصر بسبب قلقه الذي يمنعه من عيش حياته بشكل كامل!
فلا تكن قلقاً يا أيها الإنسان! لا تقتل نفسك أو تقصر من عمرك عبر التفكير الزائد والشعور بالذنب! كنشخص متوتر، ولكن ليس بشكل متواتر! اجعل توترك ايجابي واستخدمه لمصلحتك! اجعله ميزة في حياتكوقيمة لها! دع توترك يقودك إلى ما تريد فعله في الحياة.. و اجعله يحقق أحلامك ومن ثم اشكره عليها!اجعل التوتر عبداً لك لا معبودك و انعم بحياتك!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق