الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

أحداث!

  

 

 

كل ما يحدث و سيحدث في حياة الانسان هو مؤقت و وقتي أو.. طارئ.

"الحدث المؤقت" هو الحدث المُحدد بفترة زمنية معينة، لها بداية و نهاية معلومتان أو متوقعتان بدرجة كبيرة. مثلما يحدث عندما نبدأ الدراسة في الجامعة، نعرف بأننا سننتهي على الأغلب من الدراسة الجامعية خلال أربع سنوات.. و عندما نبدأ وظيفة ما، نعرف بأن فترة التدريب ستنتهي بعد ثلاثة أو ستة أشهر أو مثلما نأخذ المضاد الحيوي و نعرف بأننا سنصبح أحسن حالاً بعد سبعة أيام من المعاناة مع الالتهاب.

‏و"الحدث الوقتي" هو الحدث المُلازم للإنسان طوال فترة حياته. هو الحدث الذي يكون مقتصر على مدة زمنية معينة، لا نعرف بدايتها ولا نهايتها، حيث لا تتوافر هذه المعلومات إلا عند الله، و الأمثلة على هذه الأحداث كثيرة مثل أن يبقى الإنسان محافظ على عمله أو أن يدوم زواجه إلى نهاية عمره أو أن يضل غنياً أو فقيراً أو آمنا في بيته أو أن يبقى مشهوراً أو محبوباً بين الناس أو أن يستمر مرضه معه إن كان مريضاً أو أن يبقى عاصياً أو تائباً لله. كل ما يحدث لنا هي أحداث وقتية.. لا نعرف متى ستبدأ و إلى متى ستستمر و متى ستنتهي.. ولكننا نعرف بأنها ستنتهي في النهاية و أن الوحيد العارف لأجوبة هذه الأسئلة هو الله.. هو من يعرف متى ينتهي حالنا و متى يبدأ.

‏أما "الحدث الطارئ" هو الحادث المفاجئ. وهو يرتبط بالحدث الوقتي. نستطيع أن نقول هو بداية أو نهاية الحدث الوقتي. هو الحدث الذي يفاجئنا في بيوتنا وفي أعمالنا وفي عائلاتنا وفي هواياتنا وفي أموالنا دون أن نعرف أن الحدث سيقع لنا أو متى سينتهي. و مثال على الحدث الطارئ هو كأن يفقد المرء وظيفته دون سابق إنذار أو أن يموت أحد الأبناء في حادث أو أن يربح أحدهم اليانصيب أو أن يشتهر أحدهم بسبب مقطع نشره على منصة  TikTok بين يوم و ليلة.

حياة الانسان عبارة عن أحداث متتالية و متتابعة. ليست من بينها حدث دائم.. الحدث الوحيد الدائم هو التغيير.

الانسان يجري في حياته، متذمراً كثيراً و شاكراً قليلاً و يائساً و حاقداً و سعيداً ولاعناً في بعض الأحيان.. جاهلاً أو متناسياً بأن ما اختاره له الله هو الافضل دائماً. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو عُرضت الأقدار على الإنسان لأختار القدر الذى أختاره الله له."

كل الاحداث الحاصلة في حياة الانسان هي أحداث خيرة و مناسبة له، و لكنه لا يعرف ذلك بعد.. قد يعرفه في حياته و قد يعرفه بعد موته!

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...