( ١ )
«اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». الجملة السابقة التي اشتق منها عنوان المقال هي دعاء دخول الحمام أو الخلاء، كما كانوا يسمونه في عصور سابقة. الخبث هو جمع خبيث، أي ذكر الشيطان، والخبائث هي جمع خبيثة أي أنثى الشيطان، كما جاء في تفسير ابن الأثير.
كم مرة دخلنا مكتب مسؤول أو مجلس قريب وأردنا أن نقول هذا الدعاء قبل الدخول؟ واحترنا في الدعاء، أهو للشياطين غير المرئية أم المرئية أيضاً؟ ونقوله -أكرمكم الله- في حضرة المرحاض فقط، أم في كل مكان نشعر فيه بحضرة الشياطين؟
( ٢ )
الشياطين الاجتماعية هم الذين يلبسون في حضرتنا ملابس الأصدقاء والأخلاء الأنيقة، ليتعروا منها وراء ظهورنا، ويأنسوا بأمتع هواياتهم: بيع غيرهم كـ «علوك» لأفواه الناس!
(٣)
أخبث الخبث والخبائث هم الذين يمزجون مزحهم الثقيل بجرعة خفية من اللمز أثناء حديثهم بشكل «ودي»!
(٤ )
أعتى الشياطين -كمثال- هو النظام الأسدي المدمر لسوريا والقاتل للسوريين، أما بقية أنظمة العالم العربية وغير العربية، شياطين خرساء، ولا أدري أيهما أسوأ من الآخر!
(٥ )
أظرف الشياطين هم الذين يتشقلبون على ظهورهم وبطونهم إلى أن يضحكوك، ثم يضروك، لتكتشف بعدها بأنهم لم يكونوا -أبداً- مضحكين!
(٦ )
أكثر الشياطين إبداعاً هي التي تدخل لعقل الإنسان عبر الفن، والتي تدخل للفنون عبر الإنسان، وليس بالضرورة أن تكون ضارة، لكن العرب يعطونها مرتبة «شيطان» بسبب ارتباطها بالفن، فيقولون: «شياطين الفن!».
(٧ )
أجمل الشياطين هو الحب، سواء أكان بريئاً كحب الطفولة أو محرماً كحب الشعراء للكذب! هو بكل صوره جميل!
خاتمة:
قد تُوجد نسبة بطالة «للشياطين» في أحد المجالات، ولكن ليس في مجال «السياسة»!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
«اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». الجملة السابقة التي اشتق منها عنوان المقال هي دعاء دخول الحمام أو الخلاء، كما كانوا يسمونه في عصور سابقة. الخبث هو جمع خبيث، أي ذكر الشيطان، والخبائث هي جمع خبيثة أي أنثى الشيطان، كما جاء في تفسير ابن الأثير.
كم مرة دخلنا مكتب مسؤول أو مجلس قريب وأردنا أن نقول هذا الدعاء قبل الدخول؟ واحترنا في الدعاء، أهو للشياطين غير المرئية أم المرئية أيضاً؟ ونقوله -أكرمكم الله- في حضرة المرحاض فقط، أم في كل مكان نشعر فيه بحضرة الشياطين؟
( ٢ )
الشياطين الاجتماعية هم الذين يلبسون في حضرتنا ملابس الأصدقاء والأخلاء الأنيقة، ليتعروا منها وراء ظهورنا، ويأنسوا بأمتع هواياتهم: بيع غيرهم كـ «علوك» لأفواه الناس!
(٣)
أخبث الخبث والخبائث هم الذين يمزجون مزحهم الثقيل بجرعة خفية من اللمز أثناء حديثهم بشكل «ودي»!
(٤ )
أعتى الشياطين -كمثال- هو النظام الأسدي المدمر لسوريا والقاتل للسوريين، أما بقية أنظمة العالم العربية وغير العربية، شياطين خرساء، ولا أدري أيهما أسوأ من الآخر!
(٥ )
أظرف الشياطين هم الذين يتشقلبون على ظهورهم وبطونهم إلى أن يضحكوك، ثم يضروك، لتكتشف بعدها بأنهم لم يكونوا -أبداً- مضحكين!
(٦ )
أكثر الشياطين إبداعاً هي التي تدخل لعقل الإنسان عبر الفن، والتي تدخل للفنون عبر الإنسان، وليس بالضرورة أن تكون ضارة، لكن العرب يعطونها مرتبة «شيطان» بسبب ارتباطها بالفن، فيقولون: «شياطين الفن!».
(٧ )
أجمل الشياطين هو الحب، سواء أكان بريئاً كحب الطفولة أو محرماً كحب الشعراء للكذب! هو بكل صوره جميل!
خاتمة:
قد تُوجد نسبة بطالة «للشياطين» في أحد المجالات، ولكن ليس في مجال «السياسة»!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق