كان هنالك رجل، انتشر عنه بأنه الأفضل في مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبوا أنه الأغنى في الصحف، وصوروه من زوايا في التلفزيون، بينت للعالم بأنه الأطول والأعرض والأجمل، فكان كل ذلك وأكثر بفضل من ألسنة الناس وخاصة من محبيه قبل كارهيه.
أكمل هذا الرجل المحمل بالألقاب المسير، مصادفاً شتى أنواع المواقف التي صعب عليه التغلب على بعضها رغم أنه الأقوى والأغنى ووو..! استمر الرجل حتى صادف موقفاً عجزت عنده ألقابه وعجز عنده، ولم يفده في النهاية لا كلام الناس ولا أخبار العالم التي كان يحرص على تصدرها!
هذا الرجل سيستمر بعد هذا الموقف ولكن ليس كما كان، لأنه يزداد هزيمة تبعاً للهجوم المضاد الذي سيلحقه من قبل كل من امتدحه سابقاً وكل من ذمه، وكل ذلك كان ليتغير لو أن الناس تعاملوا معه بصراحة، فامتدحوه ولم يغلوا في مدحه عند إحسانه، وانتقدوه وأعلنوا نقدهم بدون مبالغة عند خطئه لكي يصوب خطأه ويرجع عنه أو ليتوقاه في المستقبل.
وفي المقابل هناك رجل لا ينفك الناس عن ذمه، حتى وإن أحسن صنعاً سيجدون ثغرة ينتقدونه من خلالها، ويعتقدون أنهم يساعدونه بهذه الطريقة رغم أنهم في الحقيقة يجعلون من أنفسهم عربة يعلقون حبالها حول رقبته، ثم يطلبون منه إيصال العربة إلى المكان الذي يريدونه! هذا الرجل لن يستمع لكلام الناس وسيحرر نفسه من قيودهم ويكمل طريقه تاركاً العربة وراءه.
لنحاول أن نبتعد عن الرجل الأول لكي لا نُكسر، ولنحاول ألا نخلقه في أنفسنا وفي غيرنا وفي ما حولنا، فالحقيقة وإن جرحت إلا أنها تجعل الجلد أكثر سمكاً والدم أكثر تدفقاً، والعيش في الواقع وبين أناس صادقة أفضل مليون مرة من العيش في وهم وبين أناس متملقين ومنافقين، ولكن ذلك لا يعني الإغراق في السلبية وفي الانتقادات المتكررة، حيث إن كثرتها قد ترتب أثراً عكسياً وتجعل الشخص ينصاع لها، بعكس ما فعل رجلنا الثاني.
قل: لا للسلبية.. سواء أكانت السلبية التي تتنكر برداء النفاق أو السلبية التي تلبس ثوب الحسد، فكلاهما قاتلان!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
أكمل هذا الرجل المحمل بالألقاب المسير، مصادفاً شتى أنواع المواقف التي صعب عليه التغلب على بعضها رغم أنه الأقوى والأغنى ووو..! استمر الرجل حتى صادف موقفاً عجزت عنده ألقابه وعجز عنده، ولم يفده في النهاية لا كلام الناس ولا أخبار العالم التي كان يحرص على تصدرها!
هذا الرجل سيستمر بعد هذا الموقف ولكن ليس كما كان، لأنه يزداد هزيمة تبعاً للهجوم المضاد الذي سيلحقه من قبل كل من امتدحه سابقاً وكل من ذمه، وكل ذلك كان ليتغير لو أن الناس تعاملوا معه بصراحة، فامتدحوه ولم يغلوا في مدحه عند إحسانه، وانتقدوه وأعلنوا نقدهم بدون مبالغة عند خطئه لكي يصوب خطأه ويرجع عنه أو ليتوقاه في المستقبل.
وفي المقابل هناك رجل لا ينفك الناس عن ذمه، حتى وإن أحسن صنعاً سيجدون ثغرة ينتقدونه من خلالها، ويعتقدون أنهم يساعدونه بهذه الطريقة رغم أنهم في الحقيقة يجعلون من أنفسهم عربة يعلقون حبالها حول رقبته، ثم يطلبون منه إيصال العربة إلى المكان الذي يريدونه! هذا الرجل لن يستمع لكلام الناس وسيحرر نفسه من قيودهم ويكمل طريقه تاركاً العربة وراءه.
لنحاول أن نبتعد عن الرجل الأول لكي لا نُكسر، ولنحاول ألا نخلقه في أنفسنا وفي غيرنا وفي ما حولنا، فالحقيقة وإن جرحت إلا أنها تجعل الجلد أكثر سمكاً والدم أكثر تدفقاً، والعيش في الواقع وبين أناس صادقة أفضل مليون مرة من العيش في وهم وبين أناس متملقين ومنافقين، ولكن ذلك لا يعني الإغراق في السلبية وفي الانتقادات المتكررة، حيث إن كثرتها قد ترتب أثراً عكسياً وتجعل الشخص ينصاع لها، بعكس ما فعل رجلنا الثاني.
قل: لا للسلبية.. سواء أكانت السلبية التي تتنكر برداء النفاق أو السلبية التي تلبس ثوب الحسد، فكلاهما قاتلان!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق